مات وهو يتوضّأ الشيخ طاهر طالبي أول ملحق ديني للسعودية بالسودان

بحسن خاتمة، جازان تودع الشيخ العلامة طاهر بن أحمد طالبي أول ملحق ديني بالملحقية الدينية بسفارة المملكة بجمهورية السودان، الذي وافته المنية وهو يتوضأ لصلاة العصر يوم أمس، عن عمر ناهز الـ84 عامًا، سطر خلالها مسيرة علمية ودعوية، ونشرًا لعقيدة التوحيد والتصدي للبدع والخرافات وتأليف الكتب والإصدارات العلمية.

وشهدت صلاة الجنازة، عصر اليوم الثلاثاء في مدينة الركوبة بجازان، جمعًا غفيرًا وحضورًا لافتًا من الأشقاء في الجيش السوداني بالقطاع الجنوبي، وعدد كبير من طلبة العلم ومحبّيه وذويه، الذين ودّعوه بالدعوات الصادقة والثناء العاطر لمسيرته الدعوية والعلمية.

وكان الشيخ طاهر طالبي رحمه الله أول ملحق ديني يعمل في سفارة المملكة بجمهورية السودان منذ تأسيسها عام 1400هـ، وشهدت البرامج الدعوية والعلمية في فترة عمله بالملحقية نشاطًا متميزًا، وساهم في إسلام أكثر من 40 قسيسًا من جنوب السودان، وقدموا للحج لبيت الله مسلمين موحدين.

وقد التقى بالشيخ طالبي أحد القساوسة، وطلب منه معرفة بعض المسائل في دين الإسلام، وتطورت الفكرة إلى عقد مناظرة بين علماء مسلمين وهذا القسيس وجماعته، وبعد عدد من الجلسات انتهت بالنتيجة التي أعلنها الشيخ طاهر بقوله: وقد تركنا للبشير جيميس فرصة للتفكير والتشاور مع إخوانه بعد ختمنا تلك الجلسة وأنهيناها، ولكنه حضر إلي اليوم صباحًا معلنًا دخوله وجميع جماعته في الإسلام، وأنهم يعلنون صراحة أنه هو الدين الحق وما سواه باطل، وأن القرآن حق، وأن محمدًا حقّ، وسيعلنون ذلك أمامكم فردًا فردًا.

وقد طبعت دار الإفتاء تلك المناظرة ونشرتها في عهد الشيخ الإمام عبدالعزيز بن باز، رحمه الله، وهي موجودة على هذا الرابط:

كتاب مناظرة بين الإسلام والنصرانية - المكتبة الشاملة ⁦shamela.ws/book/22397⁩.

وكان الشيخ طاهر طالبي من المشايخ الذين لهم بصمات في الدعوة إلى التوحيد والعقيدة السلفية في جمهورية السودان، والتي لم ينقطع عنها بل كان يكرر الزيارة لها؛ حيث قام العام الماضي بزيارة للسودان وأوقف مكتبته العلمية فيها.