تواصل "سبق" نشر حلقات الهجرة النبوية الشريفة، حيث تتناول الحلقة الثامنة استمرار هجرة المسلمين إلى المدينة.
الهجرة إلى المدينة
بعد أن منّ الله -عز وجل- على نبيه محمد ﷺ بالهجرة المباركة إلى المدينة المنورة، استمرت هجرة المسلمين إليها حتى فتح مكة سنة 8 هـ، وظلت الهجرة إليها واجبة على المسلمين، ونزلت الكثير من الآيات تحث المسلمين على الهجرة إلى المدينة، فلما فتحت مكة أصبحت دار إسلام، فقال النبي ﷺ : « لا هجرةَ بعدَ الفتحِ، ولكن جهادٌ ونِيَّةٌ، وإذا استُنفِرْتُم فانفِروا».
المؤمنون قبل الهجرة
يقول المدير التنفيذي لمتحف دار المدينة المهندس حسان طاهر: "كان المؤمنون قبل الهجرة بين أن يفرّ أحدهم بدينه إلى الله تعالى مخافة أن يُفتتن، وكان من هو مفتون بدينه، وكان من هو معذب في أيدي المشركين، وكان من هو هارب إلى بلاد أخرى، فهم بين معذب، ومفتون، وهارب، ومضطهد، وفارّ بدينه".
الهجرة إلى المدينة
ويضيف "طاهر": "لقد أمر رسول الله ﷺ قبل هجرته أصحابه من المهاجرين من قومه ومن معه بمكة من المسلمين بالخروج إلى المدينة، والهجرة إليها واللحاق بإخوانهم من الأنصار. فقال: «إن الله قد جعل لكم إخوانًا ودارًا تأمنون بها»، فخرجوا إليها أرسالا، وأقام رسول الله ﷺ بمكة ينتظر أن يأذن له ربه في الخروج من مكة والهجرة إلى المدينة".
أول من هاجر إلى المدينة
وتابع "طاهر":"فكان أول من هاجر إلى المدينة من أصحاب رسول الله ﷺ من المهاجرين الصحابي الجليل مصعب بن عمير بعثه النبي ﷺ مع نقباء الأنصار الاثني عشر الذين بايعوا النبي ﷺ في بيعة العقبة الأولى ليعلم من أسلم من أهل يثرب القرآن، ويدعو للإسلام، ويصليبهم، فنزل ضيفًا على أسعد بن زرارة، وهو بذلك أول من هاجر إلى يثرب من المسلمين".
عودة مهاجري الحبشة
ويواصل "طاهر": "ثم عاد من تبقى من مهاجري الحبشة مع جعفر بن أبي طالب إلى المدينة؛ بعد أن كتب النبي ﷺ إلى النجاشي أن يبعث اليه من بقي من الصحابة، وبعد أن كتب إليه أيضًا أن يزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان وكان زوجها عبيد الله بن جحش قد مات في الحبشة. فزوجه النجاشي أم حبيبة وأصدقها عنه أربعمائة دينار وحمل بقية أصحابه في سفينتين فوصلوا المدينة بعد غزوة خيبر عام 7 هـ".
آخر المهاجرين إلى المدينة
ويختم "طاهر": "إن آخر المهاجرين هجرة من مكة المكرمة هو العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه، فقد هاجر بأهله في رمضان سنة ثمان من الهجرة، وفي الطريق لقي النبي ﷺ مع جيشه يريد فتح مكة بعد نقض قريش لصلح الحديبية، فواصل أهله الهجرة ورجع هو مع النبي ﷺ وشهد معه فتح مكة وحنينا، وبه ختمت الهجرة كما ختمت النبوة بمحمد ﷺ".
وروي في ذلك ما رواه الطبراني في الكبير وأبو يعلى في مسنده أن النبي ﷺ قال له : "أنت آخر المهاجرين كما أنني آخر الأنبياء". ومنها: "إن الله تعالى يختم بك الهجرة كما ختم بي النبوة" .