حديثنا اليوم عن نوع مختلف من المعالم التاريخية في المدينة المنورة، والتي ظلت بعض أطلالها باقية إلى اليوم, حيث سيكون عن القصور الأموية التي انتشرت على أطراف وادي العقيق ومن أشهرها قصر عروة بن الزبير والذي أصبح أحد المعالم الرئيسة لزوار المدينة المنورة.
وفي الحلقة الرابعة عشرة من زاوية "سبق" التي تتحدث فيها عن معالم المدينة المنورة، تتناول خلالها "القصور الأموية".
ويقول المهندس حسان طاهر المدير التنفيذي لمتحف دار المدينة المنورة : قصر عروة بن الزبير من أهم المعالم التاريخية التي وثقت لنا واحدة من أقدم الحضارات الإسلامية التي مرت على تاريخ المدينة المنورة ألا وهي حضارة العصر الأموي, ويعد قصر عروة من النماذج الحضارية والعمرانية التي تحكي هذه الحضارة .
وبيّن "طاهر" أن في هذا العصر انتشرت مجموعة كبيرة من القصور على ضفتي وادي العقيق, حيث ازدهرت حضارة الوادي في ذلك الوقت وبالتحديد في عهد الخليفة مروان بن محمد بن مروان "مروان الثاني" الذي حكم بين عامي 127هـ-132هـ , فقد آوى إلى المدينة الكثير من الناس وطلاب العلم وخصوصًا بعد انتهاء الحركات المسلحة في المدينة والتي انتهت بنهاية عهد عبد الله بن الزبير, وأصبحت المدينة ملجأً للأثرياء من القرشيين وأثرياء بني أمية الذين أحبوا أن يسكنوا القصور والمباني المشرفة على حافتي وادي العقيق وقد تميزت هذه الفترة بالنهضة العمرانية الواسعة, حيث نجد أن عدد سكان وادي العقيق بلغ آنذاك نحو أربعين ألف نسمة.
وأكد المهندس طاهر أن قصر عروة بن الزبير يقع اليوم على ضفاف وادي العقيق غرب المدينة المنورة، على امتداد الطريق المؤدّي إلى مسجد ميقات ذي الحليفة والمعروف عند أهالي المدينة بطريق عروة نسبة إلى وجود القصر، ويبعد عن المسجد النبوي بنحو 3.5 كم، حيث قام عمر بن عبدالله ببناء القصر بتكليف من عروة بن الزبير، وما زالت بعض مبانيه قائمة حتى اليوم.
وتابع: عروة بن الزبير تابع والده الصحابي الزبير بن العوام وأمه أسماء بنت أبي بكر ذات النطاقين, وخالته أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، وكان من الفقهاء السبعة في المدينة المنورة وهم كبار التابعين الذي انتهى إليهم العلم والفتوى في المدينة المنورة والذين اتخذهم عمر بن عبد العزيز مستشارين له فيما يعرض عليه من أمور عندما كان واليًا على المدينة.
واختتم المهندس طاهر أن قصر عروة أصبح اليوم من المعالم السياحية المهمة التي يحرص زوار المدينة المنورة على مشاهدته والمرور بموقعه حيث ظل شاهدًا حتى اليوم على حضارة عريقة مرت في هذا المكان.