قال الباحث والمؤرخ خالد الحميدي لـ"سبق" إن الطائف كانت وما زالت ترتبط بمكة المكرمة ارتباطًا فريدًا ومميزًا عن أي مدينة أخرى في حرص الحجاج على زيارته بعد أداء مناسك الحج فهو وجهة تاريخية وتراثية، حيث إن الطائف يحتوي على عديد المواقف التاريخية والمواقع التراثية.
وأضاف "الحميدي": كيف لا يكون للطائف ارتباط فريد وهو المعني بأنه إحدى القريتين التي جاء ذكرهما في الآية الكريمة (وقالوا لولا نزّل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم) علاوة على أنه كان مقصد رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما أيس من المشركين في مكة، وبقي ذلك الاهتمام بالطائف متقدًا بعد ذلك سواء من قِبل القاطنين في النطاق الإقليمي للمنطقة أو الزائرين أو الحجاج، حيث إن الطائف يحتوي على عديد من المواقف التاريخية والمواقع التراثية النابعة من عمق أصالة الزمان والمكان، ومن ذلك المسجد العباسي الذي يحرص كثير من الحجاج بعد أداء مناسكهم زيارته كونه ارتبط تاريخيًا بأخبار حبر الأمة الصحابي الجليل عبدالله بن العباس رضي الله عنهم ابن عم النبي عليه الصلاة والسلام.
كما أن موقع الجامع العباسي قريب من المنطقة المركزية للطائف الآن والتي يفوح من بين أزقتها عبق الماضي الجميل خصوصًا في مبانيها الأثرية أو أسواقها القديمة أو طبيعة المنتجات الموسمية التي تُباع هناك خصوصًا أنها تواكب المواسم ورغبات الحجاج في أشهر الحج.
واستطرد أن الحجاج يحرصون على اقتناء الفواكه الموسمية كهدايا عينية لأحبابهم، وقد حفز على كل ذلك البنية التحتية المتطورة التي أنشأتها حكومتنا الرشيدة في الطائف، والخدمات البلدية والحكومية المقدمة للزائرين، ومن المحفزات أيضًا الأجواء العليلة التي يتمتع بها الطائف على مدار العام، ومنتجاته الزراعية من خضار وفواكه متميزة.