تُبيِّن المعلومات الرسمية السعودية أن بولندا من حيث الترتيب التاريخي هي ثامن دولة في العالم تقيم علاقات رسمية مع السعودية؛ إذ اعترفت بولندا رسميًّا بالملك عبدالعزيز حاكمًا على الحجاز ونجد وملحقاتها في عام 1929م، وفي العام التالي استقبل المؤسس وفدًا بولنديًّا برئاسة نائب مدير دائرة شؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية البولندية إدوارد راتشينسكي، وفي عام 1932م زار وزير خارجية السعودية رئيس مجلس الشوري وقتئذ، الأمير فيصل بن عبدالعزيز، بولندا.
وأجرى الأمير فيصل بن عبدالعزيز خلال الزيارة مباحثات مع مسؤولين البولنديين، أسفرت عن الاتفاق على التعاون المشترك بين البلدين في المجالات الاقتصادية والثقافية والعسكرية.
ويُستنتج من المعلومات التاريخية السابقة أن العلاقات بين السعودية وبولندا علاقات وطيدة، تواكب السنين الأولى لتأسيس السعودية. ومن المرجح وضع هذا العامل في الحسبان في مساعي مسؤولي البلدَيْن للارتقاء بالتعاون المشترك بين الرياض ووارسو.
وتشير المعلومات التاريخية أيضًا إلى أن التعاون الاقتصادي حظي باهتمام بارز في أولويات البلدَيْن في أول اتفاق عُقد بينهما عام 1932. وقد استمر الاهتمام به عقب تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في 3 مايو عام 1995م. وقد بلغت قيمة التبادل التجاري بين البلدين في عام 2006 نحو 291.9 مليون دولار أمريكي، ثم انعكس التطور الإيجابي للعلاقات خلال العقدين الأخيرين على التعاون الاقتصادي؛ فتضاعفت قيمة التبادل التجاري.
وتفيد البيانات الرسمية بأن التبادل التجاري بين الرياض ووارسو قفز في أكتوبر 2022 إلى 7 مليارات و933 مليون دولار، بينها 6 مليارات و763 مليون دولار صادرات سعودية إلى بولندا، احتلت الصادرات النفطية فيها 6 مليارات و480 مليون دولار، والصادرات غير النفطية 283 مليون دولار، بينما بلغت واردات السعودية من بولندا في الفترة نفسها مليارًا و170 مليون دولار؛ وبذلك سجَّل الميزان التجاري فائضًا بقيمة 5 مليارات و593 مليون دولار لصالح السعودية.
ومن المرجع أن يشهد التعاون الاقتصادي مزيدًا من التطور في ضوء الزيارة الرسمية الحالية لرئيس وزراء جمهورية بولندا ماتيوش مورافيتسكي إلى السعودية.