لاتزال عشرات القرى بمحافظة العارضة شرق منطقة جازان تواصل معاناتها بسبب الدخان السام المتصاعد من مكب النفايات الذي يقع غرب المحافظة ويتبع محافظة أبو عريش رغم صدور توجيهات بمعالجة المشكلة قبل عدة سنوات لم تفعل فيما بقيت أخرى حبيسة الأدراج.
وتفصيلاً، رصد مواطنون من خلال مقاطع فيديو خلال هذا الأسبوع تكرار الحرائق في المكب والذي لا يبعد سوى أقل من كيلو عن بعض القرى ومنها إسكان الملك عبدالله بالروان وتصاعدت سحابة ضخمة من الدخان السام مهددة عشرات القرى.
وقال عدد من السكان إن أطفالهم باتوا عرضة للأمراض بعد أن اقتحمت السموم منازلهم والقرى المجاورة للمكب مبينين أن الحرائق تندلع بين فترة وأخرى لأسباب مجهولة وتمتد لمسافات طويلة حاملة معها الأمراض والتلوثات، مشيرين إلى أن إمارة المنطقة سبق وأن وجهت وأيضاً البيئة لإيجاد حلول غير أن المشكلة لاتزال تتكرر بين الحين والآخر مهددة بكارثة صحية لسكان المحافظة مناشدين الجهات المعنية بإيجاد حلول عاجلة تنهي المعاناة.
ويعول كثير من المواطنين على اللائحة التنفيذية الجديدة والتي أطلقتها وزارة البيئة والمياه والزراعة في أكتوبر من العام 2022 والتي تهدف إلى إدارة ومعالجة النفايات وإعادة تدويرها بالطرق الحديثة.
وكانت "الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة" (السابقة) اقترحت في وقت سابق، عدداً من الحلول والتي لم تفعل لإنهاء خطر المكب من أبرزها الإيقاف الفوري لعمليات الحرق، وفرز المخلفات وتحويل المرمى الحالي إلى نموذجي باتباع الطرق الحديثة في مرامي النفايات، وهي عمليات العزل والتبطين والطمر والسماح للشركات المتخصصة في هذا المجال بإعادة تدوير النفايات، والاستفادة منها في صناعات أخرى.
وبينت أن عمليات الحرق ضارة، ويجب أن تتوقف، وفي حالة التعذر عن وجود بديل فإن هذه البدائل يجب على البلدية والأمانة الإسراع بها.
وسبق صدور توجيهات من أمير منطقة جازان قبل نحو تسع سنوات، وبالتحديد في عام 1433هـ، بمعالجة الأضرار المترتبة على مرمى النفايات، ومنع اندلاع الحرائق به.