كنتُ في جلسة نقاش وتبادل أطراف الحديث مع أصدقاء، فأخذ البعض في النقاش بذكر معلومات من باب (مصدر)، وهناك آخر يعزز له بدراسة.
وعند التدقيق والله لا نعلم ما هو المصدر وما هي هذه الدراسة وما هي صحتها.
كثير منا يسمع في الإعلام -على سبيل المثال- مصطلحات مثل ذلك، خاصة بعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي تعج بذلك، وأكثر ذلك تضليل واضح بلا رقيب، بل أعمق من ذلك تمرير مغالطات وإحصاءات ودراسات وتصريحات لا تمت للصحة شيء.
التضليل الإعلامي يمارَس أمامنا بمثل هذه المصطلحات، وهذه المعلومات دون مصادر حقيقية موثوقة، والناس قد تتلقفها يمنة ويسرة وهي لم تتثبت من ذلك. وهذه وسيلة من وسائل التضليل الإعلامي وممارساته.
يقول الكاتب (هربرت شيلر) في كتابه (المتلاعبون بالعقول): "إن وسائل التضليل عديدة ومتنوعة، لكن من الواضح أن السيطرة على أجهزة المعلومات والصور على كل المستويات تمثل وسيلة أساسية. ويتم تأمين ذلك من خلال إعمال قاعدة بسيطة من قواعد اقتصاد السوق. فامتلاك وسائل الإعلام والسيطرة عليها شأنه شأن أشكال الملكية الأخرى، متاح لمن يملكون رأس المال. والنتيجة الحتمية لذلك هي أن تصبح محطات الإذاعة وشبكات التلفزيون والصحف والمجلات وصناعة السينما ودور النشر مملوكة جميعًا لمجموعة من المؤسسات المشتركة والتكتلات الإعلامية. وهكذا يصبح الجهاز الإعلامي جاهزًا تمامًا للاضطلاع بدور فعال وحاسم في عملية التضليل".
همستُ في أذنه قائلاً: الإعلام ساحة كبيرة جدًّا، والحيادية غير موجودة في كل وسائل الإعلام التي حوالينا؛ فلا تصدق كل ما تسمعه أو تقرؤه أو حتى تراه في الإعلام؛ فكم من معلومات في وسائل الإعلام تم تمريرها لم تكن صحيحة! وذلك باستخدام أدوات وممارسات التضليل الإعلامي المختلفة.. ونحن كنا الضحية.