يكمن التفاعل القوي للمواطنين السعوديين مع "رؤية 2030" منذ اللحظات الأولى لإعلانها في 25 إبريل 2016، واحتضانهم لها واقتناعهم بالمسارات التي ترسمها لتحديث وطنهم، في تجاوب الرؤية مع تطلعاتهم، ووضعها اهتماماتهم في بؤرة تركيزها في سعيها لتحقيق نهضة شاملة، تنقل المملكة وشعبها إلى مصاف العالم الأول، فالرؤية تمثل في حقيقتها انعكاسًا لما كان يموج في طموحات وأحلام السعوديين، وما استضافة السعودية لبطولة "فورمولا إي" في قلب مدينة الدرعية التاريخية المفعمة بالعراقة، إلا واحدة من تجاوبات السعودية عبر "روية 2030" مع تطلعات شعبها في وضع بلادهم على خريطة البطولات العالمية والسباقات الشهيرة التي يتابعها الملايين عبر العالم.
القوة الحقيقية
وعلى الرغم من أن تنوع فعاليات البطولة أمتع السعوديين كافة، إلا أن استمتاع الشباب منهم بها كان أكثر، لتناسب ما تنطوي عليه من إثارة مع فئتهم العمرية وانسجامها مع اهتماماتهم، فقلما يوجد من بين الشباب السعوديين من لا يجيد قيادة السيارة أو لا تستهويه قيادتها، بالإضافة إلى أن المملكة كانت ممثلة في البطولة بمتسابقين هما بندر العيسائي وأحمد بن خنين، والاثنان من فئة الشباب، وهذا ألهب حماس الشباب السعودي لمتابعة ما ستُسفر عنه منافسات البطولة التي تُقام في السعودية لأول مرة في تاريخها.
وتلبية "رؤية 2030" لاهتمامات السعوديين وخصوصًا الشباب، هو أحد منطلقاتها الأساسية، فكما قال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في افتتاحية الرؤية إن "ثروتنا الأولى التي لا تعادلها ثروة مهما بلغت: شعبٌ طموح، معظمُه من الشباب، هو فخر بلادنا وضمان مستقبلها بعون الله"، وهو الأمر الذي شدد عليه خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده في الديوان الملكي في أعقاب إعلان الرؤية مباشرة قائلاً: "إن الشباب هم القوة الحقيقية لتحقيق الرؤية الوطنية، والشباب السعودي واعٍ وقوي ومثقف ومبدع لديه قيم عالية"، فالرؤية انبعثت من طموحات السعوديين، وتحقق تطلعاتهم، وتتحقق بسواعدهم خصوصًا الشباب.
مؤشرات التتويج
ويشكل الحضور الرسمي الكبير للبطولة، الذي توج بحضور ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد لليوم الختامي لـ"فورمولا إي-الدرعية"، أحد المظاهر البارزة التي اتسمت بها البطولة، ومؤشرًا على تنظيم السعودية لها، مما يفتح المجال أمام إمكانية إنشاء المملكة مضماراً لسيارات الفورمولا، يكون تمهيدًا لتنظيم السعودية مستقبلاً لسباق "الفورمولا 1" الذي يعرف بسباق الجائزة الكبرى وهو أعلى صنف من سباقات الفورمولا ذات المقعد الفردي طبقًا لـ"ويكيبيديا"، ومستقبلاً أو بمعايير "رؤية 2030" سيكون في أقرب وقت يمكن أن تنفذ فيه الاستعدادات والتجهيزات اللازمة لتنظيم البطولة.
وتتجه طموحات السعوديين الآن إلى بطولة "فورمولا 1"، بل إنهم باتوا ينتظرونها ولاسيما بعد النجاح في تنظيم سباق "فورمولا إي"، الذي إن كان يُنظم لأول مرة في السعودية منذ انطلاق البطولة، فقطعًا لن يكون السباق الأخير من نوعه أو من بطولات مختلفة أخرى، بعضها قيد التنفيذ وبعضهم الآخر انتهى بحثه ضمن خطط "رؤية 2030" للارتقاء بجودة حياة المواطنين السعوديين، وتيسر لهم كل سبل الراحة والرفاهية والازدهار، ولاشك أنهم يستحقون كل ما يُقدم وسيُقدم لهم مستقبلاً.