
في أجواء مفعمة بالإيمان والفرح، شهد مكتب تعليم العليا، التابع للإدارة العامة للتعليم بمنطقة الرياض، اليوم الاثنين، احتفالًا استثنائيًا لتكريم الطلاب الفائزين والمتميزين في مسابقة القرآن الكريم.
ترأس الحفل رئيس قسم أداء التعليم بالمكتب أحمد القرني، بحضور لجنة الإشراف والتحكيم، ليُسطّر هذا التكريم لحظة فارقة في حياة الحفاظ وأسرهم.
بدأ أحمد القرني، كلمته برسالة مؤثرة للحاضرين، قائلًا: "فزتم ورب الكعبة"، موضحًا أن الفوز الحقيقي هو لمن حمل كتاب الله في قلبه وعقله.
وأشاد بجهود الآباء والأمهات الذين جعلوا من حفظ أبنائهم للقرآن الكريم أولوية في حياتهم، مؤكدًا أن القرآن يُبارك حياة حامليه ويمنحهم التميز العلمي والاجتماعي.
وأشار "القرني" إلى أن الطلاب الحافظين للقرآن غالبًا ما يكونون من المتفوقين دراسيًا وأصحاب الإنجازات، قائلًا: "من كان القرآن بين جنبيه، فقد نال بركته في الدنيا والآخرة".
من بين المكرمين، تألق الطالب ساهر سعيد شاهين، البالغ من العمر 12 عامًا، الذي أتم حفظ القرآن الكريم كاملًا.
وفي حديثه لـ”سبق”، قال شاهين: "بدأت رحلتي مع القرآن في سن السادسة، وختمته بحمد الله في العاشرة. القرآن الكريم هو النور الذي أضاء حياتي، وبركته تمتد إلى كل تفاصيل يومي".
وأكد "شاهين"، الفائز بالمركز الأول في فرع العشرين جزءًا، أن التمسك بالقرآن كان مفتاح نجاحه، مضيفًا: "القرآن يُنير دربنا ويوسع رزقنا، وأدعو كل زملائي لتنظيم وقتهم بحيث يكون للقرآن نصيب يومي مهما كانت الانشغالات".
وعن طموحاته، أوضح "شاهين": "أتمنى أن أنال شرف إمامة الحرم المكي يومًا ما، فهذا حلمي الكبير. كما أتطلع لدراسة الطب حتى أتمكن من مساعدة الناس وخدمة مجتمعي".
ولم ينسَ الحافظ الصغير تقديم الشكر لوالديه، قائلًا: "كان والداي خير داعم لي طوال رحلتي مع القرآن، بفضل الله ثم بتشجيعهم المستمر استطعت تحقيق هذا الإنجاز. أسأل الله أن يجزيهم عني خير الجزاء".
وتحدث "شاهين" عن بركات القرآن في حياته الدراسية، قائلًا: "القرآن علّمني الصبر والالتزام، وهو السبب الأساسي لتفوقي الدراسي. الحمد لله، ببركة القرآن أحقق أعلى الدرجات، وأشعر أن الله يبارك وقتي وجهودي".
وكان الحفل قد استهل بكلمات إشادة وتقدير؛ حيث أعرب الدكتور عبدالعزيز العثمان المشرف التربوي، عن شكره وتقديره لمدير مكتب تعليم العليا فاطمة القحطاني وللجنة المنظمة لمسابقة القرآن الكريم، مثمنًا جهودهم الكبيرة في تعزيز مكانة كتاب الله في نفوس الأجيال الشابة.
وأشار "العثمان" إلى حجم الإقبال والمشاركة الواسعة في المسابقة؛ حيث شهدت التصفيات الأولية تنافس قرابة ألفي طالب من مختلف المدارس؛ ما يعكس الشغف الكبير لدى الطلاب وحبهم للقرآن الكريم.
اختُتم الحفل برسالة ملهمة من الجميع، تؤكد أن القرآن الكريم هو النور الذي يُضيء الدروب، وأن حفظه والعمل به هو الطريق للتميز في الدنيا والفوز في الآخرة.
هذا الحفل المميز أعاد تسليط الضوء على أهمية القرآن في بناء الأجيال، ليكون دافعًا لهم لتحقيق المزيد من الإنجازات العلمية والعملية.