"الأساطين الست".. هنا دارت الكثير من الأحداث النبوية والتاريخية

"سبق" تطلق معالم المدينة المنورة في حلقات
"الأساطين الست".. هنا دارت الكثير من الأحداث النبوية والتاريخية
تم النشر في

نسلط الضوء اليوم في الحلقة الخامسة من زاوية "سبق" على أحد أهم المعالم في المدينة المنورة، يتميز بوجوده داخل المسجد النبوي، والكثير يسمع عنه، ويرغب في معرفة تفاصيله وأحداثه، ودارت حوله الكثير من الأحداث النبوية والتاريخية، وظل شاهدًا على هذا التاريخ حتى اليوم. هذا المَعْلم هو الأساطين، أو الأسطوانات داخل المسجد النبوي.

يقول المهندس حسان طاهر، المدير التنفيذي لمتحف دار المدينة المنورة: الأساطين جمع أسطوانة، وهي العمود أو السارية التي يقوم عليها البناء. وأساطين المسجد النبوي الشريف في عهد المصطفى -صلى الله عليه وسلم- كانت من جذوع النخل.

وأضاف المهندس طاهر بأن الذين وسَّعوا المسجد النبوي الشريف تحروا أن يحافظوا على أماكن هذه الأساطين؛ فكانوا يضعون كل عمود في المكان الذي كانت فيه الأسطوانة أو السارية على عهد المصطفى - صلى الله عليه وسلم-.

وتابع: الأساطين التي نشاهدها اليوم في المسجد النبوي الشريف في القسم القبلي منه أُقيمت في عمارة السلطان عبد المجيد. واشتُهر من هذه الأساطين ثمانٍ، اثنان منها أصبحت داخل المقصورة الشريفة حاليًا، وست أساطين خارجها. وكان لهذه الأساطين الثمانية حظ وافر على باقي الأساطين؛ لما لها من مميزات لم تكن لغيرها.

وكشف المهندس حسان أن الأساطين الست التي نشاهدها اليوم هي:

الأسطوانة المخلقة: وهي إشارة إلى موضع مصلى ومحراب النبي - صلى الله عليه وسلم-. وكان سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه - يتحرى الصلاة عند هذه الأسطوانة، ولما سئل قال: "إني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتحرى الصلاة عندها". وسُميت بالمخلقة لأنه كان يوضع عليها الخلوق، وهو العطر والطيب.

أسطوانة السيدة عائشة: وتقع في وسط الروضة الشريفة، وهي الأسطوانة الثالثة من المنبر، والثالثة من القبر، والثالثة من القبلة، وتعرف بأسطوانة القرعة أيضًا، وبأسطوانة المهاجرين. وعنها قالت السيدة عائشة - رضي الله عنها-: قال النبي- صلى الله عليه وسلم-: "إن في المسجد لبقعة قبل هذه الأسطوانة، لو يعلم الناس لاستهموا عليها".

أسطوانة سيدنا علي بن أبي طالب "الحرس": من الأسطوانات الملاصقة للمقصورة النبوية، وتلي أسطوانة السرير مباشرة من جهة الشمال، كما تسمى بأسطوانة علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - لأنه كان يجلس عندها يحرس النبي.

أسطوانة التوبة: وهي الأسطوانة الرابعة من المنبر، والثانية من القبر، والثالثة من القبلة شرقي أسطوانة السيدة عائشة، ومجاورة لها، وتعرف بأسطوانة أبي لبابة؛ لأنه ربط نفسه بها بعد إفشائه سر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليهود بني قريظة، ثم نزلت آية قرآنية في قبول توبته.

أسطوانة السرير: تقع داخل المقصورة الشريفة ملاصقة للشباك، وتلي أسطوانة التوبة من جهة الشرق. وسميت بالسرير؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان له سرير من جريد فيه سعف، يوضع بجانب هذه الأسطوانة أثناء اعتكافه. كذلك كانت له وسادة تطرح له بجانبها.

أسطوانة الوفود: وتقع خلف أسطوانة الحرس من جهة الشمال، وكان صلى الله عليه وسلم يجلس إليها ليقابل وفود العرب القادمين عليه، وكانت تعرف أيضًا بمجلس القلادة، يجلس إليها كبار الصحابة وأفاضلهم -رضوان الله عليهم-.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org