
في ظاهرة فلكية مهيبة، يشهد العالم الليلة خسوفًا كليًا للقمر، حيث تتجه أنظار الملايين لمتابعة المشهد الذي يُعد من أعظم آيات الله في الكون، ويثير الخشوع والرهبة رغم إمكانية حساب توقيته مسبقًا بدقة فلكية.
وأوضح أستاذ المناخ بجامعة القصيم سابقًا، الدكتور عبدالله المسند، أن الخسوف والكسوف آيتان ربّانيتان، وإن كان العلماء يعرفون موعدهما بالحساب، إلا أن الحكمة الإلهية جعلتهما تذكرة وموعظة لعباده.
واستشهد بقول النبي ﷺ: «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنهما آيتان من آيات الله يخوِّف الله بهما عباده».
وبيّن المسند أن معرفة الأسباب العلمية لا تلغي المهابة من المسبِّب، بل تزيدها، مشيرًا إلى أن هذه الظواهر الكونية تكشف دقة النظام الإلهي الذي يحكم حركة الأجرام السماوية في مدارات محكمة بلا خلل. وأضاف أن المؤمن كلما تأمل في هذه المشاهد الكونية ازداد خشية لله وخضوعًا لعظمته، مستدلًا بقوله تعالى: (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ).
وشبّه ذلك بركاب الطائرة الذين يطمئنون لرحلتهم رغم تعقيد عمل المحركات، فإذا أدركوا تفاصيلها ازدادت رهبتهم. واختتم المسند بالتأكيد على أن ظاهرتي الكسوف والخسوف تذكّران الناس بعظمة الخالق، وتدعوان إلى الصلاة والدعاء والتوبة والصدقة، لقوله تعالى: (وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا).