يؤكد الكاتب الصحفي عبدالله الجميلي أن "الدَّارك ويب" أو "الإنترنت العميق أو المظلم" ربما كان هو الأخطر في فضاءِ الإنترنت؛ وذلك تعليقًا على قـتل فتى في مصر يبلغ من العمرِ 15 عامًا، وتقطيع أعضائهِ وأحشائهِ، من أجل لقطات فيديو، ورغم ذلك يلفت الكاتب إلى مخاطر أُخرى كبيرة في ساحات الإنترنت المفتوحةِ؛ لاسيَّما على الأطفال والناشئةِ، مطالبًا بدراساتٍ علميَّة جادَّة وعميقة ترسم بعنايةٍ طرقًا تربويَّةً واجتماعيَّةً فاعلةً للمواجهةِ، ورافضًا سياسة المنع لأنها وسيلة فاشلة يمكن تجاوزهَا، حسب الكاتب، الذي يؤكد على دور الرقابة المنزلية.
وفي مقاله "قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!" بصحيفة "المدينة"، يقول "الجميلي": "(قَـتلُ فتى يبلغُ من العمرِ 15 عامًا، وتقطيعُ أعضائهِ وأحشائهِ) جريمة وقعت الأسبوعَ الماضِي في حي شبرَا الخيمة، التَّابعِ لمحافظةِ القليوبيَّةِ في مصرَ، أَمَّا الجانِي فَعامل في مقهَى كانَ يجلس فيهِ ذلكَ الفتَى، حيث قامَ باستدراجهِ لمكانِ مهجورٍ، ومِن ثمَّ نحرَه ومثَّلَ بهِ؛ وصـوَّرَ مراحلَ جريمتهِ مباشرة عبر (الفيديو كول)؛ حيثُ نقلهَا لـ(مصري آخرَ مقيمٍ في الكويتِ)، هو المحرِّض له؛ حيث وعده بمقابلٍ يصلُ لـ(خمسَـةِ ملايين جنيهٍ مصريٍّ) عندمَا يبيعُ الفيديُو لأحدِ المواقعِ في (الدَّارك ويب)، هذَا ما كشفته تحرِّيات الأمنِ، كمَا أكَّدتْ وسائلُ الإعلامِ المصريَّة".
ويعلق "الجميلي" قائلاً: "هنَا بشاعة تلكَ الجريمةِ ودوافعهَا، والتِي أصبحتْ حديثَ الشَّارعِ المصريِّ؛ قادتنِي للتعرُّفِ على المدعو (دارك ويب)؛ فبحسبِ (BBC NEWS) الفضاءِ الإلكترونيِّ أو الإنترنتِ أشبهُ بالمحيطِ، ولهُ ثلاثُ طبقاتٍ: الأُولى الإنترنتُ السَّطحيُّ: ويمثِّل 4% من الإنترنت، وفيهِ المواقع التي نعرفُها جميعًا ونتصفَّحهَا، والثَّانية: إنترنتُ الدِّيب ويب، ويشكِّل 90% من فضاءِ الإنترنتِ وفيهِ المواقعُ التي تسكنُ عُمقَ الشَّبكةِ العنكبوتيَّةِ، وتحمِي حساباتِ المستخدمِينَ الخاصَّةَ على مواقعِ التواصلِ، أو البريدِ الإلكترونيِّ، وغيرهَا من الظهورِ في محرِّكاتِ البحثِ على الإنترنتِ السطحيِّ؛ أمّا الطبقةُ الثالثةُ فهِي «الدَّارك ويب»، وتحتلُّ 6% من الإنترنت، وهِي الجانبُ المظلمُ من الشبكةِ، وهي وكْرٌ وسوقٌ سوداءُ لـ(الاتجارِ بالبشرِ وأعضائِهِم، والأسلحةِ، وقرصنةِ وبيعِ حساباتِ الشركاتِ والبنوكِ وبطاقاتِ الائتمانِ، وكذَا استئجارِ أشخاصٍ للانتقامِ من آخرِينَ، إلى غيرِ ذلكَ من الجرائمِ)".
ويحذر "الجميلي" قائلاً: "طبعًا الوصول لتلكَ المواقعِ لا يكون مباشرًا، بل من خلالِ وسائطَ ومحرِّكاتٍ معيَّنةٍ، ولكنَّ الخطيرَ هنَا كمَا أشارَ تقريرُ الـ(BBC NEWS) أنَّ بعضَ ألعابِ الأطفالِ الإلكترونيَّةِ تتضمَّن روابطَ تقودُهُم لذلكَ الجانبِ المظلمِ ليغرقُوا في غياهبِهِ دونَ أنْ يشعرَ الأهلُ".
ويضيف "الجميلي" قائلاً: "هنَا قدْ يكونُ «الدَّارك ويب» هُو الأخطرُ في فضاءِ الإنترنت؛ ولكنْ هناكَ مخاطرُ أُخْرى وكبيرةٌ في ساحاتهِ المفتوحةِ؛ لاسيَّما على الناشئةِ، وهذَا يتطلَّبُ دراساتٍ علميَّةً جادَّةً وعميقةً ترسمُ بعنايةٍ طرقًا تربويَّةً واجتماعيَّةً فاعلةً للمواجهةِ. أمَّا المنعُ فوسيلةٌ فاشلةٌ يمكنُ تجاوزهَا".
وينهي "الجميلي" قائلاً: "يبقَى أيُّهَا الآباءُ، أيَّتُهَا الأُمَّهاتُ -أعانكُم اللهُ- فمهمَّتكُم تزدادُ صعوبةً كلَّ يومٍ فانتبهوا، ثمَّ أرجوكُم احذروا، فهناكَ مواقعُ وألعابٌ تقودُ الأطفالَ لـ(ممارسةِ القُمَارِ)، وهُو ما تسبَّب في انتحارِ أحدِهم".