
الغالبية الساحقة من دول العالم تعتمد على مبدأ الكتمان والإصلاحات الخفية عندما تمس قطاعات أمنية أو عسكرية لأسباب مجهولة، لكنها تقود إلى عدم وجود الشفافية، لكن اللافت أن الإصلاحات أو الهيكلة التي أجرتها السعودية اليوم، كانت خطوة لافتة للغاية، وازدادت بإعلانها أمام الملأ، على الرغم من أنها تمس أهم الأجهزة الأمنية في الدولة، وهي رئاسة الاستخبارات العامة، في خطوة أثارت الدهشة، لكن قد يغيب عن الأشخاص الذين لا يتابعون تطورات "رؤية المملكة 2030" سبب ذلك الإعلان، ولأن الحدث يمس جهاز الاستخبارات فقد أثار الدهشة بإعلانه أمام الملأ، لكنه ليس الأول الذي تعلنه السعودية، فقد أعلنت قبل مدة أيضاً وثيقة تطوير وزارة الدفاع، إلا أن السبب الذي يكمن وراء الإعلان مرتبط برؤية المملكة 2030.
ووفقاً للوقائع، فإن الإعلان عن الإصلاحات والتطوير والهيكلة حتى في الأجهزة الأمنية لسبب أن ذلك من مبدأ الشفافية الذي تعتمد عليه "رؤية المملكة 2030"، وهو ما يؤكد أن الشفافية هي طريق للنجاح الذي تسير إلى برامج رؤية المملكة.
وفي ظل الأكاذيب التي تروج لها وسائل الإعلام التي تعلن العداء وتشويه سمعة المملكة، إلا أن ذلك لم يؤثر على الشفافية التي تنتهجها السعودية، بل وعبر هذه الشفافية العالية تمكنت من كسر أسوار الكذب التي بنتها وسائل الإعلام تلك حول مسامع البسطاء.
وكانت اللجنة الوزارية لإعادة هيكلة رئاسة الاستخبارات عقدت اجتماعها الأول بتاريخ 16/ 2/ 1440هـ الموافق 25/ 10/ 2018م برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد، وحددت خطة العمل لإنفاذ التوجيه الكريم، وبعدها عقدت اجتماعات عدة لتقييم الوضع الراهن وتحديد الفجوات في الهيكل التنظيمي والسياسات والإجراءات والحوكمة والأطر القانونية وآليات التأهيل، وأوصت بحلول تطويرية قصيرة، متوسطة، وطويلة المدى ضمن برنامج تطوير رئاسة الاستخبارات العامة.