"ابن صقر": في أزمة غزة الموقوف الأوروبي متخاذل.. والضغط الحقيقي يأتي من المواقف العربية والإسلامية

أوضح أن الاحتلال الإسرائيلي استباح دماء وكالة "الأونروا" وقام بتدمير مواقعها والتأثير على قدراتها
الدكتور عبدالعزيز بن صقر
الدكتور عبدالعزيز بن صقر
تم النشر في

أكد رئيس مركز الخليج للأبحاث الدكتور عبدالعزيز بن صقر أن "إسرائيل" تجهز لتوسع العمليات العسكرية إلى لبنان، مشيراً إلى أن نتنياهو يلجأ إلى سياسة المراحل "منطقة بعد منطقة" ليتجاوز الضغوط الموجودة، وقال: "السؤال ما هو الخط الأحمر الذي تنتظره الولايات المتحدة لفرض عقوبات أو الضغط على إسرائيل؟!".

وأوضح "ابن صقر" في برنامج "هنا الرياض" على القناة الإخبارية‏ أن نتنياهو يحاول أن يرسل بعض الإشارات إلى جهات أخرى بأنه هو أيضاً يقدم بعض التنازلات التي لا تعني الكثير في الوقت الحاضر بعد استباحة الدماء التي تمت بهذا الحجم وبهذا الشكل.

وأضاف: لا يوجد ضغوط كافية مقدمة من الجانب الأمريكي على "إسرائيل" حتى تقوم "إسرائيل" بتنفيذ ما يجب أن تقوم بتنفيذه من ناحية إنسانية، وهناك سبعة معابر لو أرادت الولايات المتحدة الضغط على "إسرائيل" لتم فتحها حتى يتم وصول البضائع، وإلقاؤها من الأجواء أدى إلى أضرار جسدية بشرية لأنها ترمى من مسافات عالية وبعضها ذهب في البحر، وأيضاً طبيعة ونوع هذه المساعدات ربما لا تتوافق مع المساعدات التي يرغب بها الناس من ناحية الأغذية ونوعية الغذاء والوجبات السريعة.

وأردف "ابن صقر": الطريق البحري له ميزة نسبية وهو وسيلة مهمة في وصول أكبر عدد ممكن من البضائع في وقت واحد، والإشكالية سوف تكون بعد وصول هذه البضائع إلى غزة من الذي سوف يقوم بتوزيع التريلات التي ستكون موجودة والسماح لها بالتحرك ونقاط التفتيش ونقاط السيطرة التي ستكون موجودة، فعملية وصول البضائع من قبرص عبر البحر إلى غزة ربما لا يعني أنه سوف تكون المرحلة الثانية سهلة بمعنى توزيع الغذاء بشكل جيد عبر الشاحنات والأشخاص ووصول المساعدات الغذائية والإنسانية إلى مستحقيها في وقتها.

وتابع: "الأونروا" لديها قدرات كبيرة ومهمة لكن مع الأسف الشديد "إسرائيل" استباحت دماء "الأونروا" وقامت بتدمير مواقعها والتأثير على قدراتها الموجودة، لكن وجدنا العديد من الدول الآن هي تفضل "الأونروا" وتقديم المساعدات من خلالها حتى يستطيعوا بحكم خبرتهم التاريخية والموجودة على الأرض فيما يتعلق باستلام البضائع وتوزيعها وتحديد الأماكن التي يجب أن تصل لها.

وأشار "ابن صقر" إلى أن الأوروبيين تأثيرهم مقصور ومحدود لعدة أسباب بمعنى أنهم غير قادرين على التعامل مع الموقف في غزة، في الاجتماع الأخير 26 دولة صوتت لصالح القرار فيما يتعلق بوقف القتال والمساعدات الإنسانية والحل السياسي دولة واحدة اعترضت وهي المجر التي اعترضت في كلا الحالتين اعترضت على المساعدات العسكرية لأوكرانيا واعترضت أيضاً على موضوع غزة.

وقال: المهم أن الموقف الأوروبي تغير اليوم عما كان عليه في بداية الأزمة في 7 أكتوبر؛ لأنهم استشعروا بما في ذلك دول كانت أخذت مواقف غير إنسانية مثل ألمانيا والنمسا ودول أخرى، ولكن هناك دول أوروبية للأمانة كان لها مواقف إيجابية منذ البداية أولها إسبانيا والنرويج وبلجيكا وأيرلندا ومن ثم إيطاليا وبعدها فرنسا كان لهم مواقف أكثر إيجابية بعد ما اتضحت الأمور بأن الهدف هو تطهير عرقي حقيقي، نحو 31,000 شهيد خلافاً للجرحى والصورة التي تعرض أمامنا دائماً كانت محجوبة في مرحلة ما من المراحل عن المواطن الغربي، وكان يرى ويسمع صوتاً واحداً صورة ممنتجة، الآن الوضع تغير.

وأضاف: أتساءل حينما يطرح الأوروربيون والأمريكان قضية الخط الأحمر! ما هو الخط الأحمر؟ وما الذي سوف يقدمونه من عقوبات بسبب هذا الخط الأحمر أو الضغط الذي يمكن أن يكون.

وأردف "ابن صقر": الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما كان أشار في وقت سابق إلى أن هناك خطاً أحمر في سوريا وترك الحبل على الغارب لإيران أن تستشري وأن تتواجد في سوريا بأكبر قدر وأن تتواجد القوات الروسية أيضاً في سوريا، وباعتقادي أن بايدن بيده قرارات مهمة جداً يستطيع أن يضغط لوصول المساعدة الإنسانية يستطيع أن يتبنى قراراً في مجلس الأمن بالذات لوقف القتال حتى يكون قراراً إلزامياً وتحت البند السابع، لكن إلى الآن لم يتبنَ هذا القرار، كانت دول أوروبية في مرحلة معينة تريد هذه القرارات بمعنى أنه هي لم تعترض ولكن كان دائماً الولايات المتحدة هي من يستخدم حق الفيتو في كل القرارات السابقة التي كانت تخص موضوع وقف العمليات العسكرية ووصول المساعدات الإنسانية.

‏ورداً عن سؤال هل إمكانية أن تتحول أزمة غزة إلى "أوكرانيا جديدة"، قال "ابن صقر": لا يوجد حرب بلا نهاية، ولا بد أن نصل إلى مرحلة، لكن ما هو ملاحظ الآن أن "إسرائيل" تجهز لتوسع العمليات العسكرية إلى لبنان وهذه نقطة خطيرة، ولذلك لو نلاحظ أن هنالك تهدئة من الجانب اللبناني من حزب الله والجماعات المسلحة الأخرى لأن إيران أصدر التوجيهات لأذرعها في العراق وفي لبنان للتهدئة وركزت على الجنوب ركزت على اليمن في العمليات التي تقوم بها.

وأضاف رئيس مركز الخليج للأبحاث: ما زلت أعتقد أن نتنياهو سيحاول أن يستمر في هذه العملية العسكرية لكن بسبب الضغوط هو يلجأ إلى عملية التدرج، بمعنى يصدر بيان يطبق منطقة معينة ينتقل إلى منطقة أخرى يحاول أن يتدرج في هذا حتى يحقق الهدف الذي يريد، لكن مع الأسف الشديد طالما لا يوجد هنالك ضغط أمريكي حقيقي يجعل "إسرائيل" ترضخ لهذه المطالب وتقوم بوقف العمليات وتسمح بالمساعدات الإنسانية وتقوم بإعادة الإعمار ووجود قوات دولية لحفظ السلام وممارسة "الأونروا" لوجودها.

واختتم بالقول: الدول الوحيدة القادرة أن تمارس هذا الضغط الحقيقي هي طبعاً المواقف العربية والإسلامية ومواقف دول جنوب إفريقيا وأمريكا اللاتينية، الآن البرازيل بدأت تقف مواقف متميزة، وأمريكا الجنوبية بدأ يصبح لها مواقف أيضاً جيدة كل هذا سوف يمثل ضغوطاً، ولكن نتنياهو سوف يتعامل مع هذه الضغوط بسياسة المراحل منطقة بعد منطقة حتى يتجاوز من خلالها الضغوط الموجودة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org