يعتبر التدريب والتأهيل ورفع القدرات والمهارات لدى الإنسان إحدى الأولويات لدى قطاعات الأعمال، والمؤسسات التعليمية؛ إذ يعد ذلك من البرامج والخطط الاستراتيجية التي تحظى باهتمام كبير.
وفي ظل التغييرات المتسارعة في عصرنا الحالي، التي ساعد على تسارعها التقدُّم والتطور التقني الكبير، لا تتم مواكبة كل مستجد وجديد إلا من خلال عمليات التدريب والتأهيل، اللذين يعدَّان من الركائز الأساسية التي تُبنى عليها زيادة معدلات الإنتاج، والتطور في كل ما يتعلق بالحاضر والمستقبل.
وتستهدف دورات التدريب والتأهيل ورفع القدرات إبقاء المتدربة أو المتدرب في حالة حضور ذهني، وإكسابه مزيدًا من المهارات والقدرات الفكرية والذهنية والسلوكية؛ وذلك لمواكبة التطورات، في عالمنا هذا الذي تظهر فيه، وفي كل يوم، بل في كل ساعة، مستجدات ومخترعات، بخطوات متسارعة، لا يمكن مواكبتها إلا من خلال تكثيف دورات التدريب والتأهيل، بصور متواصلة.
ويخطئ كثير من الطالبات والطلاب عندما يعتقدون أنهم قد وصلوا إلى الجاهزية الكاملة أكاديميًّا ومهاريًّا عند تخرجهم ونيلهم شهادات، سواء من الجامعة أو المعاهد، في أي مجال من المجالات؛ وذلك لأن هذه الشهادات تعطيهم قدرات ومعارف لا بأس بها في مجالات تخصصاتهم، ولكنها لا تعطيهم المعرفة الكاملة والحضور الذهني المطلوب؛ إذ لا بد من زيادة الحصيلة بمزيد من التدريب والتأهيل، حتى على رأس العمل.
لذلك نجد الكثير من المؤسسات والشركات والهيئات والمنظمات المختلفة في مختلف التخصصات والقطاعات تحرص حرصًا كبيرًا على انتداب منسوبيها لنيل مزيد من دورات التدريب والتأهيل في الجهات المتخصصة في هذا المجال، أو تُعقد لهم دورات تدريبية من وقت لآخر، ليس فقط لمنسوبيها، أي ليس للموظفين فقط، بل حتى لقياداتها حرصًا منها على نيل قسط من التدريب والتأهيل؛ إذ لا كبير على العلم، كما يمكن من خلال تكثيف دورات التدريب والتأهيل صنع قياديين جدد في مختلف المجالات؛ وبالتالي النهوض بالمنظومة التي يعملون بها.
ويأتي الحرص على تنظيم دورات التدريب والتأهيل نسبة إلى أنها تساهم بقدر كبير في رفع معدل الكفاءات البشرية؛ لتتناسب مع متطلبات العمل الحديث، فضلاً عن دورها الكبير في زيادة الإنتاجية بصورة كبيرة، وكذلك دور عمليات التدريب والتأهيل في تنمية وتوسيع الآفاق الذهنية والفكرية لدى المتدرب، مع إكسابه المزيد من المرونة في مجال عمله. كما تعمل على زيادة التفكير بصورة مرتبة ومنظمة، إضافة إلى إسهامها الواضح في زيادة ثقة الإنسان في نفسه.
إن التأهيل والتدريب بمختلف أنواعهما، سواء كان التدريب تدريبًا عمليًّا، أو سلوكيًّا، أو فنيًّا، فإنه بلا شك يعمل على زيادة وتطوير المهارات والقدرات لدى أي متدرب، أو متدربة؛ بما يجعله مواكبًا لكل تطوُّر يطرأ في مجال عمله؛ لذلك فإن التدريب والتأهيل عملية في غاية الأهمية، ويجب أن تكون مستمرة، ومتواصلة للطلاب والطالبات ومنسوبي الشركات والمؤسسات في مختلف قطاعات الأعمال.