ثبتت رؤية هلال شهر شعبان، مساء السبت الماضي 29 رجب 1445هـ، وأعلنت ذلك المحكمةُ العليا، بعد أن تقدم أربعة شهود من منسوبي مرصد جامعة المجمعة الفلكي، بشهادتهم لدى الجهات المختصة.
جاء ذلك رغم أنّ الجوَّ غائمٌ في موقع الرصد بحوطة سدير، بل الشمس لم تُرَ في ذلك اليوم منذ الصباح لهطول الأمطار الديمية، ولكون السماء ملبدة بالغيوم حتى مغيب الشمس.
شهادة الشهود برؤية الهلال، مع حالة الطقس في ذلك اليوم، جعلت الكثيرَ يتساءل عن كيفية تلافي الشهود وجود الغيوم والسحاب الكثيف في المنطقة.
"سبق" تابعت ترائيَ الهلال، والتساؤلات المطروحة، وكشفت عن الأحداث لحظة بلحظة، وأجابت عن الإشكالات المتداولة خلال هذا التقرير.
وتفصيلًا: في نهاية كل شهر يستعدّ المرصد الفلكي بجامعة المجمعة بحوطة سدير، لتحرّي رؤية هلال الشهر الجديد في موقع الرصد بحوطة سدير في وراط.
وفي السبت الماضي، استعدّ المرصد وحضر المتراؤون في المرصد لترائي هلال شعبان، يتقدَّمهم الرائي الفلكي عبدالله الخضيري، إلا أنهم تفاجؤوا بأن السماء ملبدة بالغيوم في موقع الرصد، ولا يوجد أي مكان صحو، حتى إن الشمس اختفت في الغيوم طيلة اليوم.
وفي هذه الأثناء كان المرصد الفلكي يستقبل وفدًا من طلاب المنح في جامعة المجمعة برئاسة أحد أساتذة الجامعة، وعند انصرافهم متّجهين لمحافظة الغاط، اتّصل المشرف المرافق عضو هيئة التدريس بالجامعة، بمدير المرصد، وأفاده بأن الجوّ صحو وأنهم يشاهدون الشمس بكل سطوع بالقرب من محافظة الغاط نحو مغرب الشمس، ولا توجد غيوم، وعلى الفور توجّه من بقي من المترائين بالمرصد الفلكي إلى المكان الذي تم إبلاغهم عنه.
ووصل أعضاء الرصد يتقدّمهم الرائي عبدالله الخضيري، مع طريق "الخيس العمار" شمال غرب المجمعة، والمطلّ على مزارع الغاط، وعند مشاهدتهم لغروب الشمس بالقرب من محافظة الغاط توقّفوا، وبدؤوا في ترائي الهلال؛ فشاهد الهلالَ أربعةُ شهود؛ ثلاثة بالعين المجردة، وواحد منهم بـ"الدربيل"، وتابعوا الهلال لأكثر من تسع دقائق، ثمّ انصرفوا لإثبات ذلك رسميًّا كالمتبع.
هذه الواقعه تُظهر بجلاء الجهودَ التي يبذلها الشهود ومنسوبو الرصد والتحرّي في سبيل التحقّق من رؤية الهلال، واحتسابهم الأجر في التنقل والسفر؛ خدمةً للإسلام والمسلمين، وتعظيمًا لشعائر الدين.