تواصل "سبق" تسليطها الضوء على مشاهد #من -ذاكرة -السعودية، وتحديدًا "الطائف القديمة" داخل السور، الذي كان يتكون من ٣ حارات، عُرفت بـ "حارة فوق وحارة أسفل والسليمانية"، وسبق أن قام الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- بالتصديق على الصلح بينها بعد المنازعات حول حدود تلك الحارات.
وتحتفظ عائلة "الحلواني" بهذه الوثائق المهمة في توثيق حدود الطائف التي تكررت مرتين، إحداهما في ربيع الأول لسنة ألف وثلاثمائة وواحد وخمسين هجرية، وكان ابن شهيل أميرًا للطائف. والأخرى في السنة الثالثة والخمسين هجرية، وقد آلت بالتالي عام 1351هـ، وكتب عليها الحكومة العربية الحجازية، أي إنها قبل توحيد السعودية:
"والحد الفاصل بين حارة السليمانية وحارة فوق من الجهة الغربية هو زقاق رباط جان إلى باب السور الواقع في الجهة اليمانية، من زقاق المذكور شرقًا إلى السور الخاص بالسليمانية، وبيت ابن يحيى وبيت آياز، وبيت الحلواني، وبيت عبدل، والجهة الشرقية بيت عبدل، ومن الركن الغربي للمذكور، وغربًا لمحلة فوق من الجهة الشامية لحد بيت ابن يحيى، وفي خط استواء بيت عبدل آنف الذكر، شرقًا المحلة السليمانية وغربا محلة فوق، والحد الفاصل من الجهة الشامية وبيوت قريش لمحلة فوق ومن الجهة اليمانية لمحلة السليمانية".
وقد وقّع عليه كل من رئيس الشرطة، ورئيس هيئة التحقيق، ومأمور التحقيقات، ورئيس البلدية، وجميعهم أسماؤهم غير ظاهرة بالوثيقة عدا "محمد بكر كمال ومساعد بن مطر وقليل بن عبدالله بن عايد ومحمد بن عبدالشكور حلواني والد الشيخ عبدالوهاب حلواني - رحمه الله –". وفي غالب الظن إن رئيس البلدية في ذلك الوقت كان إبراهيم كشميري أو إبراهيم يسلم بصفر.
أما في عام 1353هـ فقد كانت الحدود كالآتي:
"برحة ابن عباس لأهل فوق، ويحدها الركن الشرقي لبيت اياز. وبرحة ابن يحيى لأهل أسفل، ويحدها ركن بيت سنبل، وركن اياز؛ وبالتالي دخل بيت الثمالي وبيت ابن يحيى وبيت ابن أكرم في حدود حارة السليمانية، وواجهة بيت اياز القبلية (الغربية) أخذت من حدود السليمانية، وأدخلت في حدود فوق، أما من جهة بيت عبدالرحمن أفندي فيكون بيت الجبلي للسليمانية من الجهة اليمانية، ومن الجهة الشامية لحارة فوق، وكذلك الحال في زقاق ضمان قريش، وقد وقع عليها كل من السابقين الموقعين في عام 1351هـ، إضافة إلى هاشم بن عوض وعبدالحفيظ قاضي ومحمد صالح قزاز وعبدالوهاب بن محمد حلواني بالنيابة عن والده".
ويقول "محمد خليل حلواني" - بحسب كتاب "الطائف وأسره القديمة" - لمؤلفه الشيخ محمد سعيد كمال - رحمه الله -: إن لعبدالوهاب ووالده محمد حلواني كلمة مسموعة لدى الحكام، ولكن هذه هي الوثيقة الوحيدة التي وقعت عينه عليها، ويظهر فيها اسم الشيخ محمد بن عبدالشكور حلواني - رحمه الله -. ومن المتعارف عليه أنه كان شاعرًا.
وذكر في الجزء الأول من كتاب الأزهار النادية من أشعار البادية للشيخ عبدالحي كمال - رحمه الله - أنه كان له لغز شعر في الحنطة، يقول فيه:
أنشدك عن ميت بعد موته يعيش
رأس البلاء وأقوى المعارك كلها
يشرب ولا يأكل وله عظم وريش
وإن سألت عنه عند الخلائق كلها
ومن المعروف أن له العديد من الأعمال الخيرية والأيادي البيضاء، كما كان له حلف مع الثبتة من بني سعد، يقع عليه ما يقع عليهم في الفرح والترح، وبعضهم يقول له (غرام)، أي إنه يغرم مثله مثل أبناء قبيلة بني سعد إذا وقعت عليهم غرامة.
وأشار إلى أن هذه الأحلاف لم نعد نشاهدها ونألفها كما كانت بقديم الزمان، وقال: نتمنى مع مراكز العمدة وفعاليات رمضان في الطائف القديم داخل السور المعروف حاليًا بالمنطقة المركزية (التاريخية) أن يسلَّط الضوء من خلال هذه المراكز على القصص والذكريات؛ لكي لا تندثر مثل هذه القصص.
ويختتم الحلواني حكايته لـ"سبق" وهو يطالع هذه الوثيقة التي انتشرت سنوات في مواقع التواصل الاجتماعي دون أن يُذكر أن مصدرها هو عائلة الحلواني، وأنها وُثقت بدارة الملك عبدالعزيز، ويقول: "هذه الأسماء في الوثيقة تذكّرني بما رواه الشيخ عمر بن عبدالوهاب حلواني -عافاه الله- عن صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز -رحمه الله- أثناء زيارته الطائف أن الملك المؤسس عبدالعزيز -طيب الله ثراه- كان يقول دائمًا: (عندنا اثنان مخلصان في الطائف: عبدالعزيز بن معمر وعبدالوهاب حلواني)".