يشهد يوم الثلاثاء المقبل منعطفاً تاريخياً في الأزمة اليمنية، من خلال توقيع اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، بعد مجهودات ضخمة قادتها المملكة بين الأشقاء اليمنيين، بعدما بلغ مستوى التصعيد بينهم مستوى غير مسبوق كان ينذر بكارثة على الصعيد اليمني والإقليمي أيضًا.
ويمثل توقيع الطرفين على الاتفاق في الرياض، المرحلة الأخيرة من سلسلة الجهود التي اضطلعت بها المملكة للتوصل إلى حل سلمي توافقي، ولعبت الرياض دور الوسيط المحايد بين الطرفين، ووضعت كل طرف منهما أمام مسؤولياته الوطنية، لاسيما تحدي مواجهة الانقلاب الحوثي، واستعادة الدولة اليمنية المختطفة إلى مسارها الصحيح، وهو ما نجحت فيه بمساعدة كل الأطراف ذات العلاقة.
ولم تكن هذه الوساطة التي قادتها المملكة بمعزل عن حليفتها الأهم المتمثل في دولة الامارات الشقيقة، والتي كانت لها مساهمتها الفاعلة في الوصول إلى الاتفاق، وهو ما تقدره القيادة السعودية وتقدر لجميع الأطراف اليمنية تجاوبها وتعاونها للوصول إلى حل سلمي واتفاق يقدم المصالح الاستراتيجية لليمن ويسهم في تحقيق أمن واستقرار اليمن ويغلب الحكمة ووحدة الصف.
وأكدت المملكة بهذا الاتفاق أنها صانعة سلام في اليمن صنعته في المبادرة الخليجية، بينما لم يجن اليمن والمنطقة من إيران سوى زيادة الاضطرابات والفوضى في المنطقة.