شهدت المملكة انخفاضًا تاريخيًا في معدلات البطالة بين السعوديين، خاصة بين الإناث والذكور، وذلك بفضل الجهود المكثفة التي تقوم بها منظومة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في المملكة، ضمن إطار رؤية 2030.
هذه الجهود تركزت على تحسين بيئة العمل وزيادة مشاركة المرأة وتعزيز دور الشباب السعودي في سوق العمل، ما أدى إلى تحقيق نتائج ملموسة في انخفاض البطالة، وهذا التوجه الحكومي يأتي ضمن خطة أوسع لزيادة نسبة النساء العاملات في السعودية إلى 30% بحلول 2030.
وساهمت المبادرات الحكومية الداعمة لتمكين المرأة في السعودية في تحقيق تقدم ملحوظ في سوق العمل، وأعلنت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية أن معدل البطالة بين السعوديات شهد انخفاضًا كبيرًا خلال الربع الثاني من عام 2024، حيث تراجعت نسبة البطالة إلى 12.8%، بعد أن كانت تبلغ 14.2% في الربع الأول من نفس العام.
هذا الانخفاض قدره 1.4 نقطة مئوية عن الربع الأول، و3.1 نقطة مئوية مقارنة بالربع الثاني من العام الماضي 2023، ما يعكس نجاح الجهود الحكومية في تمكين المرأة السعودية وفتح آفاق أوسع أمامها في سوق العمل.
وتعمل منظومة الموارد البشرية على زيادة تمثيل النساء في قطاعات العمل المختلفة من خلال برامج توطين خاصة للمرأة، مثل "برنامج دعم العمل الحر" و"برنامج قرة" لدعم حضانات الأطفال للمرأة العاملة، إضافة إلى مبادرات أخرى تهدف إلى تقديم بيئة عمل مرنة وتشجيع الشركات على توظيف النساء.
ومع الانخفاض الملحوظ في معدلات البطالة بين النساء، شهدت المملكة أيضًا انخفاضًا في معدلات البطالة بين السعوديين الذكور، وصل معدل البطالة بين الذكور السعوديين في الربع الثاني من عام 2024 إلى 4.0%، بانخفاض قدره 0.2 نقطة مئوية مقارنة بالربع الأول من نفس العام، حيث كانت النسبة تبلغ 4.2%، وبالمقارنة مع الربع الثاني من العام 2023، فقد انخفض المعدل بنسبة 0.6 نقطة مئوية.
ويعكس هذا الانخفاض نجاح المبادرات الحكومية الهادفة إلى تحسين بيئة العمل وتوفير فرص توظيف مستدامة للشباب السعودي، أحد أبرز هذه المبادرات هو "برنامج نطاقات"، الذي يصنف الشركات بناءً على نسبة السعوديين العاملين فيها.
وذلك يشجع القطاع الخاص على توظيف السعوديين بشكل أكبر. كما يلعب "صندوق تنمية الموارد البشرية" دورًا مهمًا في تقديم الدعم المالي للشركات التي توظف مواطنين سعوديين، مما يسهم في خفض التكاليف وتعزيز فرص التوظيف.
ومن ضمن مبادرات الحكومة للتخفيف من البطالة، برنامج "تمهير" الذي يوفر فرص تدريب على رأس العمل للخريجين الجدد لتعزيز مهاراتهم وتجهيزهم لسوق العمل، وكذلك صندوق تنمية الموارد البشرية الذي يقدم دعمًا ماديًا للشركات التي تقوم بتوظيف سعوديين، مما يساعد على تقليل تكاليف التوظيف ويشجع الشركات على توفير وظائف للمواطنين.
وتعد رؤية 2030 واحدة من الأهداف الرئيسة في الرؤية هي خفض نسبة البطالة إلى 7% بحلول 2030، مع تحسين بيئة العمل للمرأة وزيادة مشاركتها في سوق العمل، كما تواصل الحكومة السعودية التزامها بتطوير سوق العمل وزيادة معدلات التوطين في مختلف القطاعات الاقتصادية، التي تدعم التوظيف والتدريب المهني، تساهم بشكل كبير في تحسين المهارات الوطنية وتأهيل القوى العاملة للمستقبل.
وفي ظل الجهود المستمرة لتحقيق رؤية 2030، تتطلع المملكة إلى تحقيق المزيد من الانخفاض في معدلات البطالة، وزيادة مشاركة السعوديين، خاصة في القطاعات ذات القيمة العالية التي تتطلب مهارات تقنية وتخصصية.