حقق مستشفى دله النخيل في الرياض، إنجازًا طبيًا جديدًا، تمثل في إجراء جراحة العمود الفقري، باستخدام المنظار أحادي القطب، لاستئصال انزلاق غضروفي كبير، «ديسك»، في أسفل الظهر، بين الفقرات القطنية الخامسة والعجزية الأولى، لمريض كان يعاني لأشهر طويلة آلاماً شديدة، بسبب مضاعفات الـ «ديسك»، وذلك بنظام عمليات اليوم الواحد، كإنجازٍ غير مسبوقٍ على مستوى المملكة، من حيث دقة الإجراء الجراحي وسرعة التشافي، بعد العملية والخروج خلال أقل من 8 ساعات بعد إجراء العملية إلى المنزل.
ويعد هذا النوع من العمليات، هو أحدث ما توصل إليه الطب الحديث، في جراحة العمود الفقري، التي تطورت كثيرًا في القطاع الصحي الخاص، على مستوى السعودية، حيث إن إجراء العملية الجراحية وفقاً لهذه الطريقة، تجعل الجرح أصغر حجمًا، مع حدوث ألمٍ بسيطٍ جداً للمريض، عكس ما يحدث في العمليات الجراحية التقليدية، لعلاج الديسك التي يكون الجرح فيها غالبًا أطول، وتتجاوز مدة الاستشفاء بعد الجراحة 4 أيام، على الأقل، وتحتوي على نسبة أعلى بكثير لمضاعفات ما بعد العملية، من حيث تلف الأنسجة في موضع العملية وزيادة نسبة النزف ما بعد العملية. إضافة إلى نسبة حدوث الالتهابات لدى بعض المرضى، مما قد ينعكس سلبًا على مخرجات العملية ونسبة تعافي المريض وزوال الآلام، بعد التدخل الجراحي، كما أن هذا الإجراء يجعل الأنسجة العضلية والعظمية أقل تضررًا.
كل هذه المزايا تجعل المريض يشعر براحة نفسية كبيرة ولا يتردد في الحصول على الاستشارة الطبية، والجراحية لعلاج مثل هذه الحالات.
تفصيلاً، أوضح الدكتور محمد مفرح الطالب؛ استشاري جراحة المخ والأعصاب وجراحة العمود الفقري، الحاصل على شهادة البورد الكندي في جراحة المخ والأعصاب، والزمالة الأمريكية للجراحات الترميمية والمعقدة للرقبة والعمود الفقري والذي قام بإجراء هذه العملية المتقدمة، في مستشفى دله النخيل، أنه قد تم إجراء هذه الجراحة باستخدام أحدث المناظير الجراحية، لجراحة العمود الفقري، التي تعتبر من الجراحات المتقدمة والنوعية في هذا التخصص، على مستوى السعودية، وباقي دول العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة الامريكية وكندا وبريطانيا، وغيرها من الدول المعروف عنها التقدم الطبي في شتى المجالات.
وتناول الاستشاري د. محمد الطالب؛ تفاصيل إجراء العملية، قائلا: "إن استخدام المنظار أحادي القطب، في هذا الإجراء، هو أحدث ما توصل إليه الطب، أخيرًا، في العلاج الجراحي للانزلاق الغضروفي، في الرقبة وأسفل الظهر، وسهّل كثيرًا من خطوات تنفيذ العملية، وتمّ ذلك في وقت وجيز وبدقة متناهية، حيث لم تتجاوز مدة العملية ساعة واحدة فقط، بينما بلغ حجم جرح العملية أقل من سم واحد، وبالتالي عدد الغرز الجراحية المستخدمة لإغلاق الجرح غرزة جراحية واحدة فقط، فيما كانت كمية الدم التي خسرها المريض خلال هذه العملية، لا تتجاوز 5 مل فقط، مع قصر مدة وجوده في المستشفى، التي لم تتجاوز 8 ساعات، حيث دخل المريض صباح يوم العملية، وخرج مساء اليوم نفسه".
وأوضح الاستشاري محمد الطالب، إلى أن تحسُّن أعراض المريض قبل وبعد الجراحة تتجاوز نسبة 99%، وهو تحسُّن مباشر لكل الأعراض التي عاناها، لسنوات طويلة من آلام شديدة، وضعف وتنميل في الأطراف وصعوبة بالغة، في الحركة وأداء الأنشطة اليومية، وذلك بعد الخروج مباشرة من غرفة العمليات.
وأشار د. محمد، إلى أن المريض تمكّن من المشي، بشكل طبيعي، دون أي صعوبة أو آلامٍ في اليوم التالي للعملية، وذلك مقارنة بعدم قدرته على المشي أكثر من بعض الأمتار، دون مساعدة، قبل هذا التدخل الجراحي.
يُذكر أن مجموعة دله الصحية، تضم نخبة من الأطباء والجرّاحين المتميزين، في المجالات كافة، وتتكوّن من ستة مرافق كبرى، ورائدة في تقديم الرعاية الصحية الفائقة، لجميع المرضى والمراجعين، وتخدم حالياً أكثر من 1.5 مليون مراجع سنوياً، في مختلف أنحاء المملكة، وذلك عبر أكثر من 900 سرير، و500 عيادة خارجية، ويعمل لدى المجموعة أكثر من 3 آلاف موظف، بينهم نحو ألف طبيب خبير، وذلك سعيًا لتقديم أعلى معايير الرعاية الصحية في المملكة العربية السعودية.