كرّم الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الرئيس الفخري لوقف لغة القرآن الكريم مساء اليوم الفائزين بجائزته للغة القرآن الكريم.
وفاز بالمركز الأول في مسار الريادة العلمية عن المؤسسات مجمع اللغة العربية بمكة، وذلك عن مبادرة إنشاء مجمع اللغة العربية بمكة الكرمة وتبلغ قيمة الجائزة 250 ألف ريال.
ويأتي فوز المجمع نتيجة الجهود النوعية التي قدمها خلال أحد عشر عامًا من برامج لغوية وخدمات مجتمعية ومجلة علمية محكمة ودورات علمية تدريبية ومطبوعات متنوعة في مجال اللغة وإسهام في الوعي اللغوي من خلال الشبكة العالمية وتنشيط الحراك اللغوي والعناية باللهجات العربية وتحقيق القدوة اللغوية وحث الناشئة على الاعتناء بلغة القرآن وتحبيبهم فيها وتشويقهم إليها وبيان عظمة لغة القرآن، وإبراز جمالها وجلالها من خلال الشعر والنثر وفنون الخط العربي وعقد مسابقات دورية في ذلك، وإصدار قرارات لغوية في شؤون الحياة وإصدار تنبيهات لغوية تبيّن بعض الأغلاط الشائعة وتأسيس متحف لغوي ونشرات إخبارية لغوية وإبراز جهود المملكة العربية السعودية في خدمة لغة القرآن.
فيما فاز بالمركز الثاني معهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها بجامعة أم القرى عن مبادرة سلسلة أم القرى لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها بقيمة 150 ألف ريال.
ويأتي الفوز استنادًا إلى الأعمال التي نفذها لبناء السلسلة بمكوناتها التعليمية المكتملة (كتاب الطالب - كتاب المعلم - المعجم الأحادي المصاحب - القصص المتدرجة) على وثيقة بناء المنهج في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، التي أعدها نخبة من خبراء تعليم اللغة العربية، ومواكبة التطورات المستجدة في مناهج تعليم اللغات، وتوظيف نظريات تعليم اللغة الحديثة وتقنياتها في تأليف السلسلة، باعتماد المنهج التكاملي، والمدخل التواصلي في بناء الوحدات التعليمية، كذلك توظيف التقنية في تصميم السلسلة لإمكانية التعلّم الذاتي، بترميز الدروس إلكترونيًا للوصول إلى تسجيلها السمعي والمرئي.
أما في مبادرات الأفراد في مسار الريادة العلمية فقد فاز الدكتور محمد بن علي العمري من جامعة الملك خالد عن مبادرة منصة لسان مبين اللغوية لتبسيط علوم اللغة العربية بقيمة 100 ألف ريال وترتكز الفكرة على خدمة لغة القرآن الكريم وتبسيط علوم اللغة العربية لدارسيها ونشر وإشهار تاريخها ورواية آدابها، وترتبط الفكرة برؤية 2030 في جوانب المجتمع الحيوي، وتعزيز القيم الإسلامية والهوية الوطنية، والعناية باللغة العربية، وكل ما يحتاج إليه المهتمون من العلوم والآداب، بطريقة مبسَّطة ومربوطة بخرائط ذهنية وملخصات علمية.
وفي المسار الثاني (الريادة التقنية) فاز بالمركز الأول في فرع المبادرات المؤسسية شركة هاد للاتصالات وتقنية المعلومات عن تطبيق علمني العربية وتقدر قيمة الجائزة بــ 250 ألف ريال، ويعد التطبيق أحد المشروعات الريادية السعودية في مجال خدمة اللغة العربية للناطقين بغيرها، إذ يتميز بتعزيز عملية التعلم الذاتي عبر بيئة تفاعلية تحوي مجموعة من الأنشطة التعليمية الشاملة لجميع مهارات اللغة وعناصرها بإشراف فريق أكاديمي متخصص، كما يتيح الفرصة للتواصل مع متحدثين أصليين، يراعي المرونة في الزمان والمكان.
وفاز بالمركز الثاني مؤسسة أدب عن منصة أدب الإلكترونية مناصفة مع مركز الترجمة والتعريب جامعة الملك عبدالعزيز عن منصة (تعريب) للمصطلحات العلمية المعربة وتبلغ قيمتها 150 ألف ريال.
وأسهمت منصة أدب في توثيق الأدب العربي عبر التاريخ شاملة جميع الأقطار العربية والاتجاهات الفنية، وتحوّلت المنصة إلى شبكة اجتماعية تتيح للأدباء والكتّاب والمترجمين في اللغة العربية إضافة إلى إنتاجهم المتنوع ومشاركتها مع جميع الشبكات الاجتماعية الأخرى وتزويدها بمحركات بحث وفرز تسهل للباحثين عمليات البحث في المحتوى الكبير في المنصة، إضافةً إلى دعمها للجيل الناشئ من الأدباء والشعراء عبر النشر والتوزيع والأمسيات والتعريف بهم وبإنتاجهم الثقافي والأدبي.
أما بالنسبة للتعريب فقد عمدت إلى إتاحة المصطلحات العلمية المعربة في الكتب المترجمة، والتي عادة لا تكون متاحة إلا لمن يمتلك النسخ الورقية لتلك الكتب، فجاءت هذه المبادرة لجمع هذه المصطلحات، ومراجعتها وتصنيفها وتوثيقها وإتاحتها لسائر المستخدمين من جميع شرائح المجتمع، بشكل رقمي قابل للبحث عن أي مصطلح علمي بلغته الأصلية أو بصيغته المعربة، وتتوفر فيها عناصر الاستدامة وسهولة الوصول والنمو، وتتم تغذيتها بشكل منتظم مع كل ترجمة تصدر لكتاب علمي في أي تخصص.
كما فاز بمبادرات الأفراد في مسار الريادة التقنية كل من الدكتور غسان راشد النويمي، وعبدالله بن شهوان المالكي عن مبادرتهما منصة الكتب الصوتية بقيمة 100 ألف ريال، وتثري منصة الكتب الصوتية المحتوى العربي الصوتي من خلال توظيف المعرفة والثقافة للإسهام في خدمة اللغة العربية، وتطوير مهارات الشباب وبناء مخزونهم اللغوي والأدبي والعلمي من خلال القراءة والتلخيص وفن الإلقاء المعبّر.
يُضاف إلى ذلك، تدريبهم وصقل قدراتهم ومواهبهم للاستفادة من التقنيات في تسجيل ونشر نتاجهم باللغة العربية الفصحى بما يمكنهم من إثراء المحتوى الرقمي العربي، وتستهدف المبادرة ببرامجها وتطبيقاتها المختلفة المشاركة الفاعلة للإنتاج الرقمي المميز، وذلك بالتعاون مع العديد من القطاعات والمؤسسات الحكومية والخاصة للإسهام في بناء مكتبة رقمية تضم مجموعة من الإصدارات العلمية والمعرفية المتنوعة والتي يسهل الوصول إليها عبر تطبيقات مختلفة.
وفي مسار الريادة المجتمعية، فاز في المبادرات المؤسسية بالمركز الأول شبكة فاز للاستشارات التعليمية والتربوية عن مبادرة شبكة فاز بقيمة 250 ألف ريال، وتعد شبكة فاز الأولى عربيًا في مجال اللغة العربية واللغويات وتستضيف مختصين في العلوم اللغوية التراثية والعصرية، وتقدم محتوى رصينًا ومميزًا وبسيطًا يسهل الوصول إليه عبر جميع منصات الإعلام الجديد، وبثت الشبكة أكثر من 150 حلقة وما يزيد على 1000 ساعة لغوية، وحققت أكثر من نصف مليون استماع ومشاهدة، وفازت بالمركز الثاني شركة تحدث العربية عن مبادرة تحدث العربية بقيمة 150 ألف ريال وتهدف هذه المبادرة إلى أن تكون مركزًا لنشر الوعي بأهمية اللغة العربية حول العالم.
وفي المسار ذاته، فاز في المبادرات الفردية الدكتور زياد بن عبدالله الدريس المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى منظمة اليونسكو (سابقًا) عن مبادرة احتفالية اليوم العالمي للغة العربية بقيمة 100 ألف ريال.
وقد تبنى المبادرة امتدادًا لاهتمامه بتعزيز اللغة العربية منذ العام 2006، ويتركز إبداع الفكرة في "بُعدها الدولي"، فبعد أن كانت تطغى المحلية أو الإقليمية على كل مبادرات تحسين حالة اللغة العربية ما يجعل أثرها محدودًا، وُلدت هذه المبادرة عبر منصة دولية، ما منحها زخمًا عريضًا من شرق الأرض إلى غربها وقد حظيت بشرف ثناء خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز على منبر اليونسكو عام 2014، حيث قال: "أثمّن بكل تقدير تخصيص احتفالية (اليوم العالمي للغة العربية)، ما يعني الوعي بقيمة اللغة العربية وأهميتها الحضارية".
وفاز في مسار الشخصية اللغوية الدكتور محمود إسماعيل صالح أستاذ اللسانيات التطبيقية بجامعة الملك سعود وتبلغ قيمة هذه الجائزة نصف مليون ريال نظير أعماله الريادية حيث أنشأ أول معهد شمولي على المستوى العالمي لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها (1395هـ/ 1975م)، ويُعنى بتعليم اللغة وتدريب المعلمين وتطوير البحوث والمواد التعليمية، وأنشأ أول بنك آلي للمصطلحات العلمية (الأول والوحيد في المملكة العربية السعودية والثاني على مستوى العالم العربي) في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، كذلك أنشأ أول مركز جامعي للترجمة في جامعة الملك سعود، إضافةً إلى العديد من الإنجازات العلمية والعملية على مدار 60 عامًا في خدمة لغة القرآن الخالدة.