اقتصادية لـ"سبق": السعودية وروسيا الأكثر قدرة على ضبط إيقاع أسواق المنطقة

قالت: ينتجان ما يشكل خمس الإنتاج العالمي من الخام الأسود
اقتصادية لـ"سبق": السعودية وروسيا الأكثر قدرة على ضبط إيقاع أسواق المنطقة
تم النشر في

تعدّ العلاقات بين المملكة العربية السعودية وجمهورية روسيا الاتحادية تاريخية، وتمتد لأكثر من 9 عقود، حين بدأت باعتراف موسكو بالرياض بقيادة الملك عبدالعزيز بن سعود لتتنامى وتصل إلى الشراكة الاستراتيجية.

وفي هذا الخصوص قالت الاقتصادية الدكتورة نوف الغامدي لـ"سبق": إن المملكة العربية السعودية وروسيا عززتا من حجم العلاقات الثنائية بينهما، منذ أن بدأت في عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود على أساس التفاهم المشترك، ونمت مع الزمن حتى اكتسبت تميزاً في السياسة الدولية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود؛ لما يمثله البلدان من ثقل سياسي واقتصادي على مستوى العالم.

وأضافت الدكتورة "الغامدي": العلاقات الثنائية بين البلدين شهدت تطوراً ملحوظاً متجاوزة، بسياسة الاحترام المتبادل بين البلدين، فترات الفتور التي مرت بها، الأمر الذي جعلها تسير في تناسب طردي عبّر عنه حجم الزيارات المتبادلة بين قيادات وكبار المسؤولين في البلدين، التي كانت ذات أثر إيجابي في دفع العلاقات إلى المزيد من التعاون المشترك في المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية وغيرها.

وأشارت "الغامدي" إلى أن العلاقات الاقتصادية وخاصة الاستثمارية بين السعودية وروسيا تطورت خلال العامين الماضيين بشكل ملحوظ، خاصة بعد زيارة الملك سلمان -حفظه الله- إلى روسيا في 2017، وتستعد روسيا لتوقيع 30 وثيقة، من بينها 10 عقود كبرى تزيد قيمتها الإجمالية على ملياري دولار، مع الجانب السعودي، خلال زيارة الرئيس فلاديمير بوتين إلى المملكة.

وبيّنت أن الاتفاقيات الجديدة تتركز في خدمات حقول النفط والمصافي والنقل الجوي والبحري، وكذلك الخدمات اللوجستية للسكك الحديدية، وقطاع تكنولوجيا المعلومات، كما تتجه السعودية وروسيا إلى بناء علاقة استراتيجية في جميع المجالات، خلال السنوات الأخيرة، وهو ما ساعد في استقرار أسواق النفط العالمية بالإضافة إلى زيادة التبادل الاستثماري بين البلدين، كما أن العدد الكبير من مسلمي روسيا الذين يؤدون كل عام مناسك الحج والعمرة، ونمو التجارة الثنائية بين البلدين.

وتابعت: وفي 30 أبريل 2017 دشنت المملكة مركز الحرب الفكرية في وزارة الدفاع، الذي يرأس مجلس أمنائه الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ويهدف إلى كشف الأخطاء والمزاعم والشبهات وأساليب الخداع التي يروج لها التطرف والإرهاب، وإيضاح المنهج الشرعي الصحيح في قضايا التطرف، وتقديم مبادرات فكرية للعديد من الجهات داخل البلاد وخارجها.

وبيّنت "الغامدي" أن السعودية وروسيا تتربعان على رأس قائمة منتجي النفط عالمياً، مما جعل البلدين الأكثر تأثيراً في أسواق النفط، وهذا التأثير ظهر بشكل لافت، بعد الدور الكبير الذي لعبته الرياض وموسكو في اتفاق "أوبك" لخفض الإنتاج، ومن اتفاق محدود لخفض إنتاج النفط، إلى ميثاق للتعاون طويل الأجل، بين هاتين المحطتين تتطور العلاقات بين السعودية وروسيا في مجال النفط لتصل إلى مستويات غير مسبوقة، ففي أواخر ديسمبر من 2016 دخل الطرفان ومعهما أوبك والمنتجون المستقلون في اتفاق لخفض الإنتاج بغية إعادة التوازن إلى أسواق النفط التي كانت تعاني وقتها من تخمة في المعروض وهبوط حاد في مستويات الأسعار، وفي ذلك الوقت كان من المفترض أن يستمر هذا الاتفاق لستة أشهر فقط، لكن ما حصل هو أن الاتفاق قد تم تمديده لمرات عدة وبقي سارياً إلى يومنا هذا.

وختمت: ومن هنا وجدت السعودية وروسيا في إيجاد ميثاق يعطي صبغة رسمية للتعاون بين الدول المشمولة بالاتفاق الحل الأمثل للحفاظ على استقرار أسواق النفط على المدى الطويل والتحوط ضد الاضطرابات المستقبلية في هذه الأسواق، هذا الاتفاق لم يكن لينجح لولا الدور الكبير الذي تلعبه السعودية وروسيا في أسواق النفط، فالبلدان لوحدهما ينتجان في الوقت الراهن أكثر من 21 مليون برميل يومياً أي ما يشكل خمس الإنتاج العالمي من الخام الأسود، وليس هذا فحسب، فالاحتياطيات النفطية المجمعة للبلدين تتجاوز 400 مليار برميل، أي ما يقارب 23 بالمائة من احتياطيات النفط الموجودة في العالم، كما تشكل الرياض وموسكو حالياً معظم الطاقة الإنتاجية الاحتياطية من النفط عالمياً، فالسعودية وحدها تمتلك نحو مليونين و300 ألف برميل يومياً من الطاقة الاحتياطية، فيما تمتلك روسيا نحو خمسمائة ألف برميل يومياً من هذه الطاقة، الأمر الذي يجعل البلدين الأكثر قدرة على ضبط إيقاع الأسواق في كل الظروف.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org