عن الحرب على غزة.. "المالك": استمعوا إلى دعوة محمد بن سلمان

الكاتب والمحلل السياسي خالد بن حمد المالك
الكاتب والمحلل السياسي خالد بن حمد المالك
تم النشر في

يؤكد الكاتب والمحلل السياسي خالد بن حمد المالك، رئيس تحرير صحيفة "الجزيرة"، أنه لا سلام ولا استقرار في الشرق الأوسط، دون حل الدولتين، فلسطينية وإسرائيلية على حدود ما قبل يونيو 1967م، مطالبًا الجميع -وخاصة أمريكا وأوروبا- بالاستماع إلى دعوة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان التي وافقه عليها كثير من دول العالم، بأن يتم إيقاف القتال ضد المدنيين والبنى التحتية، ومنع التصعيد، وحماية المدنيين من الاستهداف، وفتح الممرات الآمنة أمام دخول المواد من غذاء ودواء ومحروقات، وأن يبدأ بعدها مباشرة البحث عن السلام المفقود، على أساس حل الدولتين.

التصعيد في غزة جاء من أمريكا والغرب

وفي مقاله "هكذا يكون السلام" بافتتاحية صحيفة "الجزيرة"، يقول "المالك": "التصعيد في حرب غزة جاء أولًا من أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، سواء بالدعم السياسي، أو الإعلامي، أو العسكري لإسرائيل؛ إذ دون هذه المواقف ما كان لإسرائيل أن تواصل هذا القتل بدم بارد لهذه الآلاف من المدنيين الفلسطينيين في غزة؛ وبالتالي دفع أطراف أخرى وتشجيعها على فتح جبهات جديدة لتوسيع نطاق القتال.

لا أفهم لماذا يرفض الغرب خيار الدولتين

ويعلق "المالك" قائلًا: "أفهم أن تتعاطف هذه الدول مع إسرائيل في مواقف منحازة وظالمة ضد الحقوق الفلسطينية، وضد قرارات الشرعية الدولية، هروبًا من مسؤوليتها في اضطهاد اليهود تاريخيًّا، والبحث لهم عن دولة كان ضحيتها الشعب الفسلطيني وأراضيه المحتلة؛ ولكني لا أفهم وقوفها الأعمى حتى ضد خيار إقامة الدولتين واحدة لإسرائيل وأخرى لفلسطين، كما تنص على ذلك المراجع والقرارات الدولية".

سكان غزة مُعَرّضون للإبادة الجماعية

ويرفض "المالك" ما يتعرض له سكان غزة، ويقول: "نحن الآن أمام ثلاثة أسابيع دامية، يُقتل فيها الصغار والكبار، المرأة والرجل والطفل، وتُهدَم بيوتهم، ويُهَددون بالتهجير وإلا قُتلوا، ويُمنَع عنهم الماء والدواء والغذاء والمحروقات، ولا هَم لإسرائيل ومناصريها إذا ما كان عدد القتلى والجرحى من الفلسطينيين بالآلاف، أو أن جميع سكان غزة معرضون للإبادة الجماعية بالكامل، وغزة إلى أرض محروقة لا حياة فيها".

المؤامرة كبيرة والشركاء كُثُر

ويعلق "المالك": "المؤامرة كبيرة، والشركاء كثر، وموازين القوى العسكرية هي بين قوات متعددة ضاربة في التفوق والجهوزية العسكرية، وعناصر فلسطينية محدودة العدد، وبقدرات لا تتمتع بالإمكانيات لصد الاعتداءات، ومواجهة المعتدي على شعب عانى ويعاني منذ أكثر من سبعين عامًا من القتل والسجن والتهجير والفصل العنصري؛ ما هو معروف للقاصي والداني.. أمس وصل الرئيس الفرنسي إلى إسرائيل، وسبقه الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء البريطاني ووزراء في عدد من الدول الأوروبية؛ لا لتطويق هذه الإبادة الجماعية؛ وإنما لتشجيعها ودعمها، وتقديم العون لها، وها هو البيت الأبيض يؤكد من جديد للرئيس بايدن أن الجسر الجوي سوف يتواصل لدعم إسرائيل بالسلاح والعتاد والمعدات، وها هي فرنسا على خطى أمريكا وبريطانيا وألمانيا تؤكد أن تفجير المستشفى لم تكن إسرائيل ضالعة فيه، اعتمادًا على الرواية الإسرائيلية التي تنسب الجريمة لفصيل فلسطيني دون دليل".

إسرائيل وأمريكا متفقتان على رفض وقف إطلاق النار

ويضيف "المالك": "هناك ضباط أمريكيون -وهذا معلن- يعملون مع القوات الإسرائيلية؛ للتأكد من أنها مستعدة للخطوة القادمة بالدخول برًّا إلى غزة، وسط مخاوف أمريكية من أن الخطة الإسرائيلية قد لا تكون جاهزة وغير قابلة للنجاح، ومحاولة من واشنطن لتأجيل الغزو بعض الوقت إلى حين إطلاق الرهائن حفاظًا على حياتهم؛ وليس على حياة المدنيين الفلسطينيين. فيما أعلنت إسرائيل أن حياة الرهائن لن تمنعها عن الغزو المحتمل لغزة.. إسرائيل وأمريكا متفقتان على رفض وقف إطلاق النار في غزة؛ لأن من شأنه أن تستمر قدرات حماس العسكرية في التطور، وأن وقف إطلاق النار يفيدها في ذلك؛ بمعنى أن القتل سوف يستمر حتى مع وصول عدد القتلى من المدنيين الفلسطينيين إلى 5300 قتيل وأكثر من 18 ألف مصاب حتى يوم أمس، وعدد كبير من المفقودين تحت ركام المباني والمنازل والمدارس والمستشفيات التي ساوتها إسرائيل بالأرض".

استمعوا لدعوة محمد بن سلمان

ويُنهي "المالك": "المهم، وكما هي دعوة سمو الأمير محمد بن سلمان ووافقه عليها كثير من دول العالم، أن يتم إيقاف القتال ضد المدنيين والبنى التحتية، ومنع التصعيد، وحماية المدنيين من الاستهداف، وفتح الممرات الآمنة أمام دخول المواد من غذاء ودواء ومحروقات، وأن يبدأ البحث عن السلام المفقود، وركيزته دولة فلسطينية على حدود 1967م وأخرى إسرائيلية على حدود ما قبل عام 1967م، ودون ذلك فلا خيار آخر لتحقيق السلام العادل والاستقرار المستمر في هذه المنطقة المهمة من العالم".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org