
في عصر تتسارع فيه التقنيات وتتغير فيه أدوات التأثير، لم تعد الحروب تُخاض فقط بالمدافع والطائرات، بل بات الإعلام ساحة معركة لا تقل خطورة. فاليوم، أصبحت الكلمة والصورة والمحتوى الموجَّه أدوات لتغيير الوعي الجمعي، وتحقيق مكاسب سياسية عبر ما يُسمى بـ"الحرب السردية". وفي هذا السياق، يُسلط أحد المقالات الفكرية الضوء على التحدي الحقيقي الذي يواجهه الشباب السعودي، باعتبارهم خط الدفاع الأول في هذه المعركة الجديدة.
تحت عنوان "دور الشباب في حماية الوطن"، نشر الكاتب الصحفي محمد الهاجري مقالًا مهمًا في صحيفة "اليوم"، ناقش فيه كيفية توظيف القوى المعادية لسلاح السرديات الإعلامية الموجهة ضد المملكة، محذرًا من خطر التلاعب التدريجي بالوعي عبر محتوى يبدو بريئًا لكنه يحمل رسائل خفية ومضلِّلة.
السردية الموجَّهة – كما يوضح المقال – لا تُقدِّم نفسها كعدو مباشر، بل تتسلل عبر قصص وصور ومقاطع توظِّف البراءة الظاهرة لإيصال رسائل مغرضة، تستهدف زعزعة وعي المجتمعات وإعادة صياغة الحقائق تدريجيًّا. وهذا النمط من الهجوم الإعلامي ليس جديدًا على المملكة العربية السعودية، التي تتعرض لحملات تشويه ممنهجة بسبب صعودها المتسارع وإنجازاتها المحورية ضمن رؤية 2030.
ويشير المقال إلى أن الشباب، الذين يشكِّلون أكثر من 60% من السكان، هم الأكثر تواجدًا في المنصات الرقمية، والأكثر قدرة على فهم أدوات العصر، بدءًا من الذكاء الاصطناعي إلى الإعلام الرقمي، مما يجعلهم الأقدر على التصدِّي لمثل هذه التحديات.
وفي مواجهة تلك السرديات، يُقدِّم "الهاجري" أربع آليات دفاعية رئيسة:
- المعرفة: التوعية بأن الإعلام ليس محايدًا دائمًا.
- صناعة المحتوى البديل: المساهمة في إنتاج رواية وطنية حقيقية.
- المسؤولية الرقمية: الامتناع عن ترويج الإشاعات والمحتوى المغرض.
- التكاتف الوطني: تشكيل جبهة مجتمعية موحَّدة ضد الحملات المعادية.
ويختم المقال بالتأكيد على أن حماية الوطن اليوم لا تقتصر على من يحمل السلاح، بل تشمل كل من يملك هاتفًا ووعيًا، فكل تغريدة وطنية صادقة هي طلقة دفاع في معركة السردية.