أسدل مؤسس "دلني على الطيب" عبدالعزيز بن عبدالله المطرودي، مساء أمس، الستار على فعاليات الأيام الخمسة لمعرض "دلني على الطيب" بنسخته الثالثة في مركز الرياض الدولي للمعارض والمؤتمرات، بمشاركة أكثر من 150 علامة تجارية محلية وخليجية حضرت تحت سقفٍ واحد بينها معارض من الإمارات وعمان والكويت.
وشهد المعرض كثافةً من الزوار أجبر المنظمين في بعض الأوقات على تفويجهم، كما سجّل قوة شرائية، وحركة عالية، في الأركان والأجنحة المختصة ببيع البخور والعود واللبان ومستلزمات التصنيع؛ حيث تخطّت مبيعات العطور لجناح أحد رواد الأعمال المبتدئين 130 ألف ريال، ويعد أصغر الأجنحة 9م2، ووجدت التجارب الجديدة لرواد الأعمال السعوديين نجاحاً كبيراً عطفاً على حجم الإقبال وسحب كامل منتجاتهم واضطرارهم لتغذية المخزون بشكل يومي.
وأوضح "المطرودي" أن المعرض ضمّ متحفاً مؤقتاً أقيم على مساحة واسعة، وأنفق على بنائه وجلب الأشجار النادرة مبالغ طائلة، وتوافد عليه كم هائل من الزوار والسياح من جميع دول العالم، حيث يحوي أكبر أشجار العود بالمملكة، ومما جذب السياح احتواء المتحف على مرشدين لتوضيح مراحل نموها ومشاهدة كل ذلك بأمثلة واقعية يتلمسها الزوار، وكيفية العناية بها والاستفادة من جذورها وأغصانها ولحائها في تجارة البخور معشوق السعوديين خصوصاً وأهل الخليج عموماً، بينها شجرة تم جلبها من تايلند جاوز عمرها 300 عام.
وأضاف يقول: بالإضافة للاستمتاع بأنواع الطيب وتقديم القهوة العربية وبعض المشروبات المختصة بالمجان، وقد أذهل الزوار ذلك؛ لكون الفعاليات المشابهة عادة تستغل ذلك بتقديم المشروبات بأسعار قد تكون بأسعار مبالغ فيها، إلا أنه عند سؤال "المطرودي" ذكر أن شعارهم وشعار كل سعود "نطيبك ونقهويك"؛ وقد تمكّن الزوار من التعرف على صناعة العطور والجدوى الاقتصادية والفرص المتوفرة في السوق، والالتقاء برواد الأعمال والهواة الذين شقّوا طريقهم، وتغلبوا على التحديات، وتحولت تجارتهم في فترة قصيرة إلى "براند" رسمي، يعزز ذلك اهتمامهم بالأذواق العصرية.
وخلال الأيام الماضية توافد على المعرض ضيوف من المملكة والخليج؛ بينهم مسؤولون في الجهات الحكومية، ومجموعة من الفنانين من بينهم الفنان الكويتي طارق العلي، واستقبل الأستاذ "المطرودي" وفداً من أعضاء جمعية المتعافين من مرض السرطان، ومما شدّهم هو تشبيه المصاب بمرض السرطان بشجرة العود المصابة، والتي بسبب الإصابة أخرجت أغلى وأجمل ما فيها من البخور والطيب، وهم كذلك كانوا بعد الإصابة أغلى وأجمل؛ بسبب صبرهم وكفاحهم.
وأبدى "المطرودي" سروره بالنجاح الكبير الذي حققه المعرض، ومستوى الوعي لدى الزوار كمستهلكين، فيما يخص التفريق بين العطور الأصلية والمقلدة، ومتوسط الأسعار، والطريق إلى السوق وجدواه الاقتصادية؛ لأن من أهداف المعرض رفع مستوى وعي المستهلك.
وشدد "المطرودي" على ضرورة تمكين الشباب السعودي من قبل التجار والشركات المحلية والأجنبية، مشيراً إلى أن من نتاج "سكة الطيب" تمكين الشاب أحمد العام عضو جمعية العوق البصري الخيرية لتجارة العود والبخور كأحد أعضاء "دلني على الطيب"، والآن يدير متجراً إلكترونياً صنع له باب رزق.