استشاري: 80% من مرضى السمنة يستعيدون الوزن خلال 3 سنوات والسمنة مرض مزمن يرتبط بأكثر من 200 مرض
أكد الدكتور سعود السفري، استشاري أمراض الباطنة ورئيس أقسام الغدد الصماء والسكري، أن السمنة لم تعد مجرد مشكلة جمالية، بل تُصنَّف اليوم كأحد الأمراض المزمنة لما تسببه من مضاعفات صحية خطيرة.
وأوضح السفري خلال لقائه في برنامج "صباح السعودية" أن الدراسات العلمية أثبتت أن نحو 70 إلى 80% ممن يفقدون أوزانهم يعودون لاكتسابها مجددًا خلال ثلاث سنوات، مشيرًا إلى أن ذلك يرتبط بآليات دفاعية طبيعية في جسم الإنسان، وليس بضعف الإرادة.
وبيّن أن السمنة ترتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بأكثر من 200 مرض، أبرزها أمراض القلب والشرايين، داء السكري من النوع الثاني، ارتفاع ضغط الدم، اضطرابات الكوليسترول والدهون، إضافة إلى أمراض الكبد والمفاصل واضطرابات النوم، كما قد تؤثر على الصحة النفسية مسببة القلق والاكتئاب.
وأشار إلى أن خفض الوزن بنسبة 10 إلى 15% ينعكس إيجابًا على كثير من هذه الأمراض، وقد يؤدي إلى تحسن أو اختفاء بعضها مثل السكري وارتفاع الضغط والكوليسترول. كما لفت إلى أن السمنة لدى النساء ترتبط بمشكلات صحية مثل تكيس المبايض، ضعف الخصوبة، وعدم انتظام الدورة الشهرية، مبينًا أن خفض الوزن يسهم في علاج هذه الحالات بفعالية.
وأضاف أن التوعية المجتمعية تمثل خط الدفاع الأول للحد من انتشار السمنة، وهو ما تسعى إليه رؤية المملكة 2030 بخفض معدلاتها بنسبة 1% سنويًا، مشيرًا إلى أن أكثر من 20% من أطفال المملكة يعانون من السمنة وزيادة الوزن بسبب أنماط الحياة، وهو ما يضع مسؤولية كبيرة على الأسرة للتوازن بين متعة الأكل والحفاظ على الوزن الصحي.
كما كشف عن إطلاق مبادرة وطنية تحت اسم "ساهم" بمشاركة الجمعية السعودية لدراسة السمنة وعدد من الجمعيات العلمية والجهات الصحية، بهدف رفع مستوى الوعي لدى المجتمع والأطباء حول خطورة المرض وطرق الوقاية منه.
وتطرق السفري إلى التطور الكبير في علاج السمنة خلال السنوات الأخيرة، موضحًا أن الأدوية الحديثة، ومنها "إبر التخسيس"، أثبتت فعاليتها في خفض الوزن والوقاية من أمراض القلب والدماغ، لافتًا إلى أن بعض هذه العلاجات أصبحت ولأول مرة في السعودية معتمدة للاستخدام لدى الأطفال من عمر 12 عامًا فما فوق، تحت إشراف طبي متخصص.