إمام المسجد النبوي: الإكثار من ذكر الموت ودوام الاستعداد له يُذكّر بالآخرة ويُزهّد في الدنيا

أكد أن وجل القلب يثمر الرحمة بالخَلق ولين التعامل واللطف واستجلاب رحمة الله
 إمام وخطيب المسجد النبوي عبدالبارئ الثبيتي
إمام وخطيب المسجد النبوي عبدالبارئ الثبيتي
تم النشر في

أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالبارئ الثبيتي أن المؤمن لا يخلو من حالات وجل يستشعرها إذا سمع الذكر أو الموعظة ويزداد الإيمان، كما وصف الله تعالى المؤمنون وزكاهم بأنهم إذا ذكر الله تعالى وسمعوا الذكر وجلت قلوبهم و زادهم إيمانًا.

وذكر أن من أجلّ أسباب وجل القلوب لهج اللسان بذكر الله تعالى قال تعالى: {وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (34) الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ}.

وبيّن "الثبيتي" أن من أعظم الذكر تلاوة كتاب الله والتغني بآياته، فمن أقبل عليه شرح الله صدره وعاش في رحابة ولان قلبه وأورثه خشية وحياء من الله وزاده إيمانًا، قال جل من قائل: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}.

وإن من أسباب وجل القلوب عدم الغفلة عن التوبة وتعاهد الاستغفار وسرعة الأوبة قال تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ}.

وأضاف إمام وخطيب المسجد النبوي أن من أسباب وجل القلوب تعظيم شعائر الله قال تعالى: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}.

وأردف "الثبيتي" أن من أسباب وجل القلوب العلم الموصل إلى الله والمعرفة بأسمائه الحسنى وصفاته العلى وتعود العطاء وتنوع الإحسان؛ فبه يكسب الوجل والخشية والرقة، ولو لم يكن من ثمار وجل القلوب إلا التلذذ بمناجاة الله والأنس به لكان أعظم يظفر به، قال تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ? إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ}.

ونوّه إمام المسجد النبوي أن الإكثار من ذكر الموت ودوام الاستعداد له يذكّر بالآخرة ويزهّد في الدنيا ويحيى القلب ومن ثمراته طيب الحياة في الدارين، مبينًا أن من ثمرات وجل القلب الدفع بصاحبه إلى المسارعة في الخيرات وإجابة الدعوات.

واختتم في الخطبة الثانية أن وجل القلب يثمر الرحمة بالخلق ولين التعامل واللطف واستجلاب رحمة الله ومن أراد بلوغ هذه الصفة فعليه أن يحقق محبة الله ويتقلب في الرجاء والخوف منه قال تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ}.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org