"إبصار" تدعو القطاع الخاص إلى الاستفادة من مراكز التأهيل

طالبت بِسَنّ أنظمة لحماية المصاب على رأس عمله من التقاعد
"إبصار" تدعو القطاع الخاص إلى الاستفادة من مراكز التأهيل
تم النشر في
فهد العتيبي- سبق- جدة: طالَبَ أمين عام جمعية إبصار للتأهيل وخدمة الإعاقة البصرية محمد توفيق بلو، شركات ومؤسسات القطاع الخاص، بعدم الاقتصار في برامج توظيف المعاقين على خطط ومشاريع لتوظيف ذوي الإعاقة من خارج الدوائر العملية.
 
وقال "بلو": "يجب الأخذ في الاعتبار الموظفين الذين تطرأ عليهم الإعاقة وهم على رأس العمل، وحمايتهم من ردود الفعل التي تؤدي إلى تسربهم الوظيفي، وكذلك النظر بواقعية في ظروف الأشخاص ذوي الإعاقة في المهام والواجبات الوظيفية المسندة إليهم، من خلال الاستفادة من مراكز إعادة التأهيل والتي تختلف عن مراكز التدريب".
 
وأضاف: "يجب على الشركات التي ترغب في إنجاح تجربتها مع ذوي الإعاقة العاملين، أن تركز على جانبين مهمين هما: (تنمية الحواس التعويضية، والتدريب على الوسائل البديلة)؛ الأمر الذي سيجعل المعاق قادراً على إثبات ذاته دون الحاجة إلى الشفقة والتكلف".
 
وأردف: "المعاقون أعضاء يمتلكون الثقة بالنفس متى ما وجدوا دعماً معنوياً وتحفيزاً وبرامج إعادة تأهيل وتدريب من القطاعات المشغّلة لهم".
 
جاء ذلك خلال محاضرته عن تجربته الشخصية التي ألقاها مؤخراً على هامش احتفاء شبكة أصحاب الأعمال والإعاقة "قادرون"، في الغرفة التجارية الصناعية بجدة، في اليوم العالمي للإعاقة 2014 برعاية وزير العمل.
 
ولفت "بلو" اهتمام الشركات إلى أهمية خلق فرصة العمل لإثبات العمل لذوي الإعاقة بشكل عام؛ بعيداً عن "الشفقة"؛ موجهاً حديثه لذوي الإعاقة البصرية منطلقاً من شعار "فقدان البصر لا يعني فقدان العمل"، وهو الشعار الذي صادفه عند زيارته الأولى لمركز اللايت هاوس في أمريكا في العام 1994م، عقب إحالته إلى التقاعد المبكر بسبب إصابته بإعاقة بصرية.
 
وطالب "بلو" وزارات العمل والشؤون الاجتماعية والصحة، بتفعيل شراكة استراتيجية، تستهدف التعامل مع ذوي الإعاقة بشكل عام من ناحية بقائهم على رأس العمل حين إصابتهم بالإعاقة.
 
وانتقد "بلو" إجراءات الأنظمة التي تحيل الموظفين الأصحاء الذين يصابون بالإعاقة في محيط العمل للتقاعد المبكر، وقال: "إغفال دور مراكز إعادة التأهيل، يجعلنا أمام معضلة اجتماعية واقتصادية كبيرة؛ ففي الوقت الذي تسعى فيه الإجراءات الحكومية والخاصة إلى توظيف ذوي الإعاقة والحد من تسربهم، نجد أن الإجراءات ذاتها هي التي تحيل الموظف الذي يصاب بالإعاقة إلى التقاعد المبكر".
 
وأضاف: "هذا التضاد يصيب ذوي الإعاقة المتميزين بالإحباط؛ مما يعود عليه وعلى أسرته والمجتمع بعبء آخر كان المجتمع في غنى عنه لو اتبعت الإجراءات الصحيحة في التعامل مع الإعاقة الطارئة من حيث إلحاق الموظف ببرامج إعادة التأهيل التي تؤدي إلى تنمية الحواس التعويضية، واكتساب مهارة استخدام الوسائل التعويضية في الحياة العملية، والتي في الإمكان توفيرها من القطاعات الحكومية والخاصة".
 
وانتقد "بلو" موضوع الشفقة ونقص الوعي التي تجعل القطاعات الحكومية والخاصة ترجّح تقاعد المصاب في عمله؛ بدلاً من إعادة تأهيله ليكون موظفاً منتجاً على رأس العمل بإعاقته؛ مستشهداً بتجربته التي أدت إلى إحالته للتقاعد المبكر من "الخطوط السعودية" في العام 1992م، وكيف أن هذا القرار كان سلبياً عليه وعلى أسرته؛ حيث إنه استطاع أن يقدم العديد من الإنجازات وهو في أوج عطائه مع "الخطوط"، ومن ذلك فوز الخطوط بجوائز عالمية.
 
وتحدث عن أن العزيمة قادته إلى الالتحاق ببرامج إعادة تأهيل، وجعلت منه موظفاً متقاعداً مُصِراً على العودة إلى العمل؛ وذلك على مدى ثماني سنوات قضاها بين البحث والتحدي؛ حتى وجد حلاً في إعداد فكرة مشروع يهدف إلى إعادة تأهيل المعاقين بصرياً، الذي أصبح "جمعية إبصار الخيرية".
 
وقال: "الجمعية التي تقوم على إعادة التأهيل وخدمة الإعاقة البصرية والعناية بضعف البصر، تعمل على تقديم فحوصات واختبارات تقويم البصر لضعفاء البصر، وتوصيف المعينات البصرية وأدوات التكيف لهم، وتهيئة وضبط المعينات البصرية لضعاف البصر؛ من خلال التأهيل العملي، وتقديم برامج الدعم والمساندة التدريبية، إضافة إلى توفير المعينات البصرية للتكيف مع حالتهم والاعتماد على أنفسهم في ممارسة حياتهم اليومية بصورة طبيعية".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org