تعكس ثقافة كل شعب أساليب عيشه، وارتباطه بأرضه، وقيمه الروحية المشتركة، وفنونه وآدابه، وتجاربه التاريخية، فالثقافة تصوغ لأفراد كل شعب طريقة عيشهم، لاسيما في مجال المشتركات الجماعية، وتكتسب الثقافة أهميتها من ارتباطها بتكوين الشعوب، ومن ثمّ فالثقافة شديدة اللصوق والارتباط بالشعوب، ولا يمكن الانفصال عن قيمها، وانسجامًا مع أهمية الثقافة لكل شعوب العالم تستضيف المملكة مؤتمر "مستقبل منظمات التربية والثقافة والعلوم في القرن الـ21"، في الرياض يومي 8 و9 من شهر مارس المقبل.
ويحظى المؤتمر بأهمية دولية كبيرة لعدة أسباب؛ هي: أنه يؤسس لإطلاق مبادرة دولية تبحث مستقبل منظمات التربية والثقافة والعلوم للمنظمات الدولية، ويعد الأول من نوعه من ناحية موضوعه، وعدد المتخصصين المشاركين فيه الذين يصلون إلى 300 مشارك، يمثلون المنظمات والوكالات الدولية العاملة في قطاعات التربية والثقافة والعلوم، كما تشارك فيه شركات عالمية رائدة، ومنظمات خيرية، ومؤسسات أكاديمية، وبنوك تنموية، وشركات رأس المال المستثمر، و"يمهد المؤتمر الطريق للمنظمات الدولية للانطلاق نحو مستقبل إيجابي" بحسب ما أفاد المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو" الدكتور محمد ولد أعمر.
ويوفر المؤتمر العديد من المزايا، أوضحها وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، في تصريحه، بأن المؤتمر سيوفر منصةً استثنائيةً غير مسبوقة، ويسهم في تعزيز وتوسع المنظومة العالمية؛ لدعم قطاعات التربية والثقافة والعلوم، بما يمكّن المنظمات الدولية من التعامل مع القضايا الملحة ذات الصلة بهذه القطاعات، كما سيُتيح -بحسب ما بيّن الوزير- فرصًا مميزة وواعدة لشراكات مثمرة ومستدامة بين جميع الأطراف، ويُسهم في رفع مستوى الوعي والمسؤولية بأهمية تنسيق الجهود بينها.
ولا غرابة أن يتيح المؤتمر كل هذه الفرص، بالنظر إلى الغايات التي يستهدفها، ومنها مناقشة فرص التعاون التي تشهدها المنظمات الدولية العاملة في قطاعات التربية والثقافة والعلوم، وتحفيز أوجه التعاون الجديدة التي تعمل على تقريب المنظمات الدولية، والاستفادة من نقاط قوتها، كما أنه يهدف إلى تأسيس شراكات وتفاهمات جديدة بين المنظمات، عبر إنشاء مبادرات مشتركة، وإنشاء منصة تعاون؛ لتعزيز العلاقات بين المنظمات الدولية؛ لتبادل الخبرات لمواجهة التحديات العالمية المشتركة.