"السعودية".. الوسيط المقبول يترك سياسة الظلّ ويعتلي ركاب "الدبلوماسية المباشرة"

​راعت حصار السودان وصراع الصومال وطائفية العراق وسوريا ودعمت مصر ولبنان
"السعودية".. الوسيط المقبول يترك سياسة الظلّ ويعتلي ركاب "الدبلوماسية المباشرة"
تم النشر في
عبد الله البارقي- سبق- الدوحة: يرى الكثير من المراقبين والمحللين السياسيين أن أولى ثمرات قيادة السعودية مرحلة التحول في دول الخليج، والدول العربية، حرص المملكة العربية السعودية على نزع الخلافات بين الأشقاء في الخليج، وتوحيد الصف، والعمل لحماية الخليج، والوقوف صفاً واحداً في مواجهة كل المتغيرات التي تعصف بالمنطقة، ووأد الفتن المحيطة بالخليج والعالم العربي.
 
خادم الحرمين
وهنا برز دور خادم الحرمين في مواجهة كل التحديات، التي كادت أن تعصف بالبيت الخليجي، فعزم بمحاولاته وحكمته ورأيه، على أن يجمع كل الأشقاء الخليجيين، ويصلح خلافهم، وينبذوا كل عوامل الفرقة، وأن يتّحدوا لمواجهة العواصف والتنظيمات التي تخطط للمساس بأمن الخليج.
 
هزيمة التنظيمات
فنجحت السعودية في قيادة مرحلة جديدة على إثر القرارات الجريئة التي اتخذتها، ونجحت أيضاً في إلحاق هزيمة استراتيجية فعلية بكل التنظيمات التي خططت للمساس بالخليج، وشعبه.
 
مواجهة الإرهاب
وأثبتت السعودية أنها دولة قادرة على مواجهة الإرهاب؛ لما تتمتع به من مكانة دينية وإقليمية ودولية على جميع الأصعدة، مما جعل الرياض بعد تلك الإجراءات، قبلة للعديد من الزيارات من قبل العديد من الدول التي يمكن أن تشارك السعودية في ترتيب أوضاع المنطقة العربية، والتي لا تسمح لأي تدخلات خارجية تزيد من صدع الخليج والعرب.
 
دبلوماسية الوساطة
فكان لدور "دبلوماسية الوساطة" التي انتهجتها المملكة العربية السعودية بشكل واضح، بما يرسم ملامح دور ريادي للسعودية في المنطقة؛ حيث مكّن الوضع الاقتصادي وكذلك سياسة خادم الحرمين من إعادة سياساتها، والتي بنيت على نهج دبلوماسي جديد؛ يمكنها من الدخول على خط الأزمات العربية المختلفة للوساطة بين أطرافها بشكل علني وفعال، حينما أسقطت ثورات الربيع العربي بعض الدول، وأصبحت تسبح في مشاكلها الداخلية والضغوط الخارجية.
 
فلم تهمل ما يشهده السودان من حصار دولي، وما شهده الصومال من صراع الفرقاء، وما ظهر في العراق من تدخلات طائفية وتحويلها إلي مسارح للقتال ونشوء الجماعات، وما آل إليه الوضع السوري، الذي أصبح موطناً للجماعات المقاتلة، فدعمت مصر لتسير بها إلى الاستقرار، ووقفت مع لبنان وقدّمت الدعم للجيش اللبناني لتسليحه لمواجهة الجماعات الإرهابية.
 
من الظل إلى المباشرة
إن التغيير الذي ظهر في السياسة السعودية في المنطقة يتمثل في الانتقال من مرحلة ممارسة دبلوماسية الوساطة في الظلّ عبر اتصالات سرية بين أطراف الأزمات المختلفة، ومحاولة التأثير في بعض القضايا، إلى دبلوماسية الضوء والتدخل المباشر العلني لحل أزمات المنطقة.
 
مكانة المملكة
وحققت مكانة المملكة الدينية ووجود المقدسات بأراضيها وقدراتها الاقتصادية وعلاقاتها المتنوعة مع كل أطراف الأزمات في المنطقة، والتي جعلت منها وسيطاً مقبولاً لدى كل الأطراف.
 
فالسعودية تملك مقومات اقتصادية وسياسية ضخمة تؤهلها لإحداث تأثير في القضايا المختلفة؛ حيث يعمل خادم الحرمين لحل كل الأزمات المتراكمة في العالم العربي الذي تتهاوى به الخلافات، وأزمات شعوبه، وما تشهدها تلك البلدان من فقدان لأوضاعها السياسية والأمنية وتدهور اقتصادي كبير بها.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org