"من القصيم إلى الدوحة".. لوحة السعودية "وجدان الفرحان" تبهر قادة العمل الإنساني
"من القصيم بالسعودية إلى الدوحة في قطر".. كانت هي رحلة اللوحة الفنية الإنسانية التي أذهلت وأجبرت الكثير من الزوار لمعرض "إنسانية فنان" الذي نظّمته المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، على هامش أعمال الدور 47 للهيئة العامة للمنظمة والمُقامة في قطر؛ حيث كانت الرؤية لتلك اللوحة تبحث عن تفاصيل فكرتها وموضوعها الذي تحول بأداة بسيطة استخدمتها الفنانة التي رسمت تلك اللوحة، وهي "الفحم" على مساحة بسيطة، اختصرت فيها الكثير من الكلمات والقصص والحكايا لتبلور وتُقدم فكرة إنسانية ولمحة مُقتصة من واقع صعب تحولَ بإبداع إلى ابتسامة فيها نداء إنساني صادق.
الفنانة التشكيلية السعودية "وجدان الفرحان" خريجة الامتياز مع مرتبة الشرف، من كلية التربية بجامعة القصيم، تخصص "فنون"، صاحبة تلك اللوحة التي حازت على مركز متقدّم من بين اللوحات المعروضة، كذلك سيطرت على عقول الكثير من زوار المعرض بإبداعها الفني.
وقالت، متحدثةً لـ"سبق": "شاركت في معرض "إنسانية فنان" وقدمت عملين، والحمد لله أحد هذين العملين حقق مركزًا متقدمًا، رسمت فيه شخصية لأحد مشاهير السوشيال ميديا يُسمى "ابو حش"، وهذه الشخصية مُشرفة وله أعمال إنسانية خارج المملكة، وتحديدًا في زنجبار، ويساعد في وقت حدوث الكوارث ومنها الفقر، ويقدم المساعدات، وهذا مني مجهود شخصي وأقل شيء أستطيع أقدمه؛ لأنه نموذج نفتخر فيه الصراحة".
وأشارت إلى فكرة اللوحة، والتي بدأت عندما تابعت مقطع فيديو لذلك المشهور المؤثر، وهو "أبو حش" عندما تواجد في زنجبار واُعجب بطفلة صغيرة اسمها هيفاء، وتبنّى هذه الشخصية وهي الطفلة، وقدم لها مساعدات كثيرة وطبعًا بقية الأطفال الآخرين، حينها اقتصيت من ذلك الفيديو لقطة عندما كانت الطفلة هيفاء على أكتافه يلعب معها، حينها جسدت تلك اللقطة فنيًّا ورسمتها، مستخدمةً قطعة صغيرة عبارة عن كسرة فحم، وبأصابع يدي دون أن أستخدم فُرشًا، وقمت بدمج عناصر اللوحة مع بعضها حتى خرجت كما تمت مشاهدتها، بعد أن استغرقت مني عملًا حوالي الشهرين.
وذكرت الفنانة "وجدان الفرحان" أنها سبق أن شاركت في عدة مسابقات ومعارض فنية؛ من ضمنها مسابقة "الصيد والصقور"، كذلك شاركت في مسابقة "إنسانية فنان" التي أُقيمت سابقًا في دولة الكويت، كذلك في الرياض.
وأبدت سعادتها بما نالته لوحتها من إعجاب كبير، كذلك الدعم الذي وجدته من صاحب الشخصية في اللوحة "أبو حش"، والذي ما أن علِم عن مشاركتي باللوحة ودخولها في مسابقة كان هو أول الحضور.
وكشفت عن سعادتها وهي تتوجه في فنها للمدرسة الواقعية الموضوعية الإنسانية؛ كونها تُحاكي الواقع الإنساني؛ فمثل ما يكون هناك إعلام إنساني أيضًا سيكون فنًّا إنسانيًّا، وذلك التوجه هو ما دفعني وسيدفعني بالاستمرار في تحويل الكثير من الوقائع الإنسانية للوحات فنية تُبرز ذلك الواقع كرسالة يقدمها الفن الصادق.
وفي ختام حديثها قدمت شكرها للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، والتي نظمت ذلك المعرض والمسابقة، والتي مكّنت لوحتها من الفوز بدرع تكريمي، واصفةً ذلك بالفرصة الحقيقية التي أوصلت فنها الإنساني للمتلقّين، كما شكرت الشخصية "أبو حش" الذي وضعها في موضع تفتخر فيه.