كشف البروفيسور أحمد بن سالم باهمام، أستاذ واستشاري الأمراض الصدرية وطب النوم بكلية الطب والمدينة الطبية بجامعة الملك سعود، عن وجود علاقة وثيقة بين النوم المبكر والاستيقاظ المبكر وجودة الحياة، واستشهد في هذا الصدد بدراسة حديثة، عززت مقولة فرانكلين عن أهمية ودور النوم والاستيقاظ المبكر في حياة الإنسان بشكل إيجابي وصحي.
وتفصيلاً، أورد البروفيسور باهمام مقولة بنجامين فرانكلين: "النوم مبكرًا والاستيقاظ مبكرًا يجعل الإنسان صحيًّا، غنيًّا، وحكيمًا".
كما استعرض في تغريدة بحسابه بتويتر دراسة حديثة، حاولت التحقق من ذلك.
وتابع: قام الباحثون بجمع البيانات حول النوم والبيانات الديموغرافية والبيانات المتعلقة بالصحة والعافية من 49.365 مشاركًا بعمر 18 عامًا وأكبر، وتم الحصول عليها من نظام مراقبة عوامل خطر السلوك لعام 2017.
وأشار "باهمام" إلى أن النتائج أظهرت أن الأفراد الذين ينامون من 7 لـ9 ساعات ليلاً أبلغوا عن صحة جسدية وعقلية أفضل بشكل ملحوظ مقارنة بأولئك الذين ناموا أقل من 7 ساعات، أو أكثر من 9 ساعات.
وأضاف: بالمثل، أبلغ هؤلاء الأفراد بتقييمات ذاتية أعلى للصحة العامة والرضا عن الحياة، وكان بينهم نسبة أعلى من حملة شهادات البكالوريوس، ومستويات أعلى من الدخل مقارنة بمن ناموا أقل من 7 ساعات أو أكثر من 9 ساعات.
ونشر البروفيسور باهمام دراسة حديثة بنتائج مهمة ذات ارتباط بما سبق، تفيد بأن "الحصول على أقل من ست ساعات نوم في الليل يقلل من فوائد ممارسة التمارين الرياضية على الدماغ ووظائفه. وقد درس الباحثون وظائف الإدراك على مدار 10 سنوات في 8958 شخصًا، تتجاوز أعمارهم 50 عامًا، وتم تقييم ذلك على أساس اختبار الذاكرة؛ إذ طلب من المشاركين استرجاع قائمة تتألف من 10 كلمات فورًا، وبعد فترة تأخير، وكذلك اختبار اللباقة اللفظية الذي طلب من المشاركين ذكر أكبر عدد ممكن من الحيوانات في دقيقة واحدة.
وتابع: أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين كانوا أكثر نشاطًا بدنيًّا، ولكنهم ينامون أقل من ست ساعات في المتوسط، عانوا تراجعًا إدراكيًّا أسرع بشكل عام بعد 10 سنوات، وكانت قدرات الذاكرة والتفكير للأشخاص في هذه المجموعة مشابهة لأقرانهم الذين يمارسون نشاطًا بدنيًّا أقل ولكنهم ينامون فترة أطول.
وأردف: في بداية الدراسة كان لدى الأشخاص الأكثر نشاطًا بدنيًّا وظائف إدراكية أفضل بغض النظر عن مدة نومهم، ولكن مع مرور فترة الدراسة التي استمرت لمدة 10 سنوات عانى الأشخاص الذين ينامون أقل من 6 ساعات تراجعًا إدراكيًّا أسرع مقارنة بالأشخاص الذين ينامون مدة تتراوح بين ست وثماني ساعات.
وتشير نتائج الدراسة إلى أن الحصول على نوم كافٍ قد يكون ضروريًّا للاستفادة الكاملة من فوائد النشاط البدني على الصحة الإدراكية.
وتوضح الدراسة مدى أهمية "النوم والنشاط البدني" معًا عند التفكير في الصحة الإدراكية.
واختتم "باهمام" بأن منظمة الصحة العالمية بينت بالفعل أن ممارسة النشاط البدني طريقة مهمة للحفاظ على وظائف الإدراك، ولكن يجب أن يؤخذ في الاعتبار أيضًا عادات النوم لتحقيق أقصى فوائد طويلة الأمد للصحة الإدراكية.
رابط الدراسة الخاصة بالعلاقة بين النوم الصحي وجودة الحياة:https://assets.researchsquare.com/files/rs-3149137/v1/982c3f12-3ab1-4457-9395-f0c1b30c8982.pdf?c=1689602325