"ندعم ونساند قضايا المعاقين بالقول والعمل".. هكذا أعلنها سابقًا خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، حينما أكد أن السعودية حكومة وشعبًا بادرت بتوفير الدعم والمساندة لقضايا المعوقين، وهيَّأت مناخًا اجتماعيًّا مواتيًا لتفهُّم أبعاد قضية الإعاقة، كما أصدرت أنظمة وقرارات لتسهيل حياة الأشخاص ذوي الإعاقة من أجل دمجهم في المجتمع.
ومن خلال مجموعة مستمرة من اللفتات أثبت المسؤولون أن مطالب ذوي الاحتياجات الخاصة أولوية لهم، كما كشفت المواقف المتتالية أن قيادات السعودية يتعاملون مع المعاقين بشكل إنساني مثير للإعجاب.
أما آخر تلك المواقف الإنسانية فكانت من نصيب الأمير فيصل بن خالد بن سلطان، أمير الحدود الشمالية، الذي ظهر في مقطع فيديو متداوَل أثناء مشاركته في اليوم العالمي لذوي الإعاقة، وهو يقف احترامًا وتقديرًا لشابة كفيفة بعد نجاحها في تجاوز التحديات، وإكمال الماجستير في القانون.
وفي الفيديو الذي أثار إعجاب مَن شاهدوه شوهد الأمير فيصل وهو يقف تقديرًا لـ"ابتهال النصير" أثناء حديثها عن نقطة تحوُّل، غيرت مسار حياتها، عندما فقدت بصرها قبل سنوات عدة.
وفي عام 2018 ظهر تفاعُل سمو ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، مع الشاب فهد العبد اللطيف، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، حينما تقابلا مصادفة في طريق وسط نيوم الجديدة.
وفي مقطع فيديو تم تداوله ظهر الشاب المعاق وهو يقود سيارته، وفوجئ بأن السيارة المجاورة له على الطريق هي سيارة الأمير محمد بن سلمان؛ ما جعله يصور الحدث، قبل أن يبادره ولي العهد بتواضع شديد قائلاً من نافذة السيارة: "تأمر شيء؟".
وفي وقت سابق أبدى محافظ الطائف، الأمير سعود بن نهار بن سعود، اهتمامًا كبيرًا بقضية الطفل المعنَّف من قِبل والده؛ إذ وجَّه بمباشرة الحالة فورًا من قِبل الجهات الأمنية والمختصة، والرفع بها إليه؛ ليؤكد أن حماية حقوق المواطنين، وبخاصة ذوو الإعاقة، على قائمة الأولويات لديه.
وبالفعل، أسفرت الجهود عن القبض على المعتدي على الطفل بعد التواصل مع الأم التي ناشدت حماية ابنها من ذوي الإعاقة من تعنيف والده.
وفي العام الماضي حقق أمير القصيم، الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، رغبة طفل من ذوي الإعاقة، طلب التصوير معه، أثناء زيارته فعاليات الملتقى الثالث السنوي لأسر الأشخاص ذوي الإعاقة. كما أخذ لقطات مع المعاقين والابتسامة تعانق شفاههم ابتهاجًا برؤيته.
وفي واقعة أثارت جدلًا قبل عامين، وفي شكل آخر لنجدة أحد الأشخاص من أصحاب الإعاقة، استجاب في وقت سريع للغاية أمير منطقة الباحة، الأمير حسام بن سعود، لشكوى أحد المرضى المنوَّمين في مستشفى الملك فهد منذ 10 سنوات، وهو من ذوي الإعاقة، حينما ظهر في مقطع فيديو متحدثًا عن تعرُّضه للإهمال وسوء المعاملة من قِبل طاقم التمريض.
وبمجرد نشر الفيديو وجَّه ابن سعود بتقصي الحقائق حيال حالة المشتكي. كما شمل التوجيه تقديم الرعاية اللازمة للمريض، والرفع كذلك بتقرير عاجل حول ما أثير.
وقبل سنوات قليلة أبدى رئيس مجلس إدارة جمعية رعاية الأطفال ذوي الإعاقة، الأمير سلطان بن سلمان، سلوكًا وُصف بالأبوي، تجاه أحد الأطفال ذوي الإعاقة، عندما ردد معه تلاوة سورة الإخلاص، ثم وقف وقبَّل رأس الطفل. وظهر الأمير في مقطع فيديو وهو يتجاذب أطراف الحديث مع الطفل المعاق، ويردد معه سورة الإخلاص، فيما قام أمير منطقة جازان، الأمير محمد بن ناصر، بتقبيل رأس الطفل.
أما الأمير عبدالعزيز بن فهد فله موقف لا يُنسى مع طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة؛ ففي عام 2019 ظهر الأمير في فيديو وهو يحتضن طفلاً معاقًا رافعًا إياه عن كرسيه المتحرك قائلاً: "الله يصلحه إن شاء الله.. وجه سعيد إن شاء الله".
كما دخل الأمير في مناقشة إنسانية مع الطفل وذويه متسائلاً عن "أي خدمة أو أي شيء يبيه"؛ ما أثار إعجاب أبناء السعودية الذين وصفوا تصرفه بأنه أحد أشكال "جبر الخواطر".
وقبل سنوات عدة ظهر الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز، أمير منطقة الباحة، في لقطة أبوية حانية وهو يقبل يد طفل معاق أثناء تدشينه مركز رعاية الأطفال المعوقين بمنطقة الباحة، وهي اللقطة التي أثارت إعجاب أبناء السعودية، الذين أشادوا بتصرف الأمير الإنساني مع الطفل.
أما أشهر واقعة للمواقف الإنسانية التي جمعت أمراء السعودية مع ذوي الاحتياجات الخاصة فهي قصة الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله- مع الطفل الراحل عبدالله الجريد، وهي الواقعة التي لا يزال يتذكرها أبناء المجتمع السعودي؛ لما فيها من إنسانية لا يمكن نسيانها.
أما تفاصيل الواقعة التي حدثت قبل سنوات فبدأت حينما عجز المواطن عادل الجريد عن توفير نفقات علاج صغيره صاحب السنوات الخمس، الذي يعاني إعاقة جسدية في الظهر؛ فطلب مقابلة الأمير سلطان بن عبدالعزيز عندما كان وليًّا للعهد في ذلك الوقت، وبالفعل وافق سموه، وجرت المقابلة بأسرع مما كان يتوقع، وحينما اطلع الأمير على حالة عبدالله المرضية أصدر أمرًا فوريًّا بصرف مبلغ 50 ألف ريال سعودي، وتكفل بجميع المصاريف المتعلقة بعلاج الصغير الذي رحل في العام الماضي بعد فترة من وفاة الأمير سلطان.