"الحارثي" لـ"سبق": من قتلَ "الزهراني" ومتى نصحو من سباتنا ؟

مُبدياً تساؤله وباحثاً عن المسؤول محذراً إياه من انتقام الله وعقابه
"الحارثي" لـ"سبق": من قتلَ "الزهراني" ومتى نصحو من سباتنا ؟
تم النشر في
فهد العتيبي- سبق- الطائف: تساءل عضو لجنة "سكن" للتنمية الأسرية، والمستشار الأسري والمرشد الطلابي في ثانوية الأقصى في الحوية بالطائف "عبدالله الحارثي" عن المسؤول في تلك الحفرة المكشوفة، والتي أصبحت قبراً للطالب "الزهراني"، والذي سقط فيها أثناء ذهابه لمدرسته في جدة.. وأضاف: متى نصحو من سباتنا؟
 
 وقال: عندما ولد عبدالله، فرح به والداه، وأقاما له وليمة، فرح الجميع بقدومه، بدأت السعادة تدب في منزل والديه، ونشأ حبيبنا عبدالله بين والدين حبيبين، وكلما كبر عبدالله، زاد الأنس والفرح في أسرته، ابتسامة عبدالله البريئة تشعل أضواء السعادة في منزل والديه، نشأ وترعرع عبدالله وبلغ مبلغ الرجال، كانت توصيه أمه بأن ينتبه لنفسه وصحته، أمه لطالما كلمته بأمنيتها أن ترى أولاده، وكان والده يمازحه في وقت السمر بقوله "ياحظ زوجتك بك".
 
وأضاف: هكذا عاش عبدالله، وهنا في منزله الصغير في جدة كانت الأمنيات، حيث كبُرَ ابنهم وكبرت في نظرهم الأمنيات، وبدأت الأم ترى جهدها يؤتي أكله، ويرى والده ثمرة تعبه 17 سنة.. ومع فرحة الأسرة، وقبل عودة ابنهم للمنزل، رن الهاتف الجوال، وياليته ما رن، من المتصل ؟، لا إله إلا الله، إنا لله وإنا إليه راجعون.
 
وتابع: الأم تصيح، ماذا حدث ؟، حيث وقع الخبر كالصاعقة على الأسرة السعيدة، الأسرة التي عانت كثيراً، وسهرت كثيراً، تبدلَ حال الأسرة من الفرح إلى الحزن، ومن السعادة إلى الحزن، الغداء لاطعم له، البيت لا روح فيه، الحياة أصبحت مظلمة، لقد مات عبدالله .
 
وأشار: اسمحوا لي أن أقول: "قتل عبدالله"، قتلته يد الإهمال قتله الخائنون لهذا البلد، نعم خائنون ومستهترون بالأرواح، جدة غير، وفقدان عبدالله أمسى غير غير غير .. أظلم بيت عبدالله، وأظلمت جدة، وكأن عبدالله محكوم عليه بالإعدام، وكأنه قاتل يجب أن يقتل، ما ذنبه؟، ما خطيئته؟، تخيل معي أن عبدالله ابنك أو أخوك أو قريبك ما شعورك؟ .. "عبدالله الزهراني" وداعاً، ستبقى في قلوبنا بجمالك وروعتك والمتسبب سيلقى جزاءه عند علام الغيوب.
 
وأردف: نعم والله ليس فينا خير إن لم نأخذ على يد هؤلاء المستهترين بالأرواح، نعم والله إن الدور القادم سيكون على ابني وابنك عافانا الله وإياك، ولكن هذه الحقيقة.. متى نصحوا من سباتنا؟، "لما الروقي"، و"عبدالله الزهراني"، وفي كل مدن مملكتي الحبيبة يتكرر الإهمال ولا مجيب، هل لأن الشخص ليس ابن فلان وفلان؟، أين من يأخذ على أيدي هؤلاء .. أين الجهات الرقابية ؟، أين مسؤولو البلدية ؟، أين من ينقذ أبناءنا من الإهمال المتكرر؟، ويا ساتر كيف سيكون القادم؟، ومن سيكون الضحية ؟
 
وواصل: أيها المسؤول .. تذكر أنك بإهمالك سينتقم الله منك عاجلاً أم آجلاً، أين دورك وأموال الدولة التي تدفع لك من الميزانية؟، هل في قلبك رحمة ؟، هل أنت إنسان ؟، هل أصبح قلبك قاسياً لهذه الدرجة وأنت ترى الضحايا من الصغار والكبار ولا تحرك ساكناً؟، هل تحب هذا البلد وتنتمي إليه ؟، والله لا أظن أن في قلبك رحمة، والله إن تكرار المآسي لهو دليل على خلو قلبك من معاني الإنسانية.
 
وأكمل: يا خادم الحرمين، ياعقلاء المجتمع، يا رجال المملكة ونساء، يا من يستطيع أن يقدم لبلده شيئاً، أخرجوا هؤلاء الخونة والمستهترين بالأرواح من بلادنا، نظفوا شوارعنا وبلادنا من الذين خلت قلوبهم من الرحمة، والله لايعني لهم موت عبدالله شيئاً، لماذا تقتله يد الغدر ولا يُقتص له ؟، ولكن لا أقول إلا سامحنا ياعبدالله، سامحنا نسيناك حتى وقعت في الحفرة، الكل مذنب ومشارك في الجريمة، فكم من أناس يمرون على الحفرة، ولا يبادر أحد بإغلاقها.
 
 
وختم بقوله: الكثير من الأخطاء نراها ولكننا نتجاهل تلك الأخطاء ولا ننتبه حتى تقع الكارثة وحينها لا ينفع الندم، نهاية مؤلمة، وروح بريئة، وأسرة حزينة، وسيدي المسؤول لا يحرك ساكناً ولا نرى له أثر، ولو أسمعت لو ناديت حياً، ولكن لا حياة لمن تنادي.. لا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل، حسبنا الله ونعم الوكيل.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org