حذَّر المستشار بالديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء، الدكتور عبدالله بن محمد المطلق، من سلبيات التعصب الرياضي الذي يفضي إلى اتهام الحكام واللاعبين، وظلم الناس وشتمهم، وقد يصل إلى لعنهم ولعن آبائهم الذين لا ذنب لهم. داعيًا في هذا الصدد مشجعي الأندية والجماهير الرياضية إلى تحكيم العقل، والتوازن، وألا يغلبهم الهوى، ويستجرهم الشيطان إلى الوقوع في الإثم، والسعي إلى الالتزام بمبدأ "تواضع عند الفوز والنصر، وابتسم عند الخسارة والهزيمة".
وفي التفاصيل، أجاب المطلق عن تساؤل رياضي، طرحه أحد المتابعين لبرنامج "فتاوى" على القناة السعودية: هل يجوز في تشجيع الأندية سب النادي الآخر، واتهام اللاعبين والحكم لما اعتقده خطأ من عملهم؟ وقال: "لا يجوز ظلم الناس، ولا يجوز اتهام الحكم مثلاً بأنه ظالم، وأنه كذا.. هذا قدح في أناس نُسبوا للعدالة".
وأشار في هذا الصدد إلى أن الحكام تختارهم جهات معينة؛ ليعدلوا بين الناس، لكن أشاهد بعض الشباب يدعو على الحكم، ويشتمه، ويسبه، ويدعو على النادي الفلاني. سبحان الله، هذا لا يجوز أبدًا.
وأضاف المطلق في دعوته الجماهير والمشجعين للبُعد عن التعصب: إذا هُزم ناديَّ إن شاء الله المرة القادمة يفوز. متسائلاً: لماذا يُهزم وأنا أضيع ديني ومصداقيتي إذ أقوم أسب وأشتم! رب العالمين يقول: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إلا لَدَيْهِ رَقِيْبٌ عَتِيْد}.
وتابع المطلق: المسابقات الرياضية منذ القِدم على الخيل والإبل والمصارعة، والناس غير ملزومين إذا جاؤوا يتسابقون في شيء أنهم يتعاندون ويتشاتمون، وكل واحد يلعن الآخر. النبي ﷺ يقول "لعنُ المؤمن كقتله".
وهاجم المطلق سلوكيات سلبية، يقع فيها بعض المشجعين وقت المباريات، قائلاً: بعض الناس قبيح جدًّا؛ تجده يلعن أم اللاعب وأباه! ما ذنب والدَيْه؟ وتجده أيضًا يقدح في أعراضهم! فهؤلاء الشيطان يستجرهم، ويلعب عليهم، ولا يجعلهم يقفون عند حد.
وأوضح أن هذه من السلبيات التي لا يغرق فيها إلا ضعفاء العقول! ويترفع عنها الذين عندهم عقول وتوازن، ويعرفون أن الأندية كلها سعودية. مضيفًا: صحيح أنني لا أرغب في خسارة ناديَّ لكن هذا هو حال الدنيا. هل هناك أحد في الدنيا لا يُقهر في يوم من الأيام؟ لا يمكن! لازم تَغلب وتُغلب.
واستشهد في هذا السياق بقصة "القصواء" ناقة النبي ﷺ التي لم تكن تُغلب، وعندما جاء أعرابي على قعود فسبقها شق ذلك على الصحابة رضوان الله عليهم، فقال النبي ﷺ: "إن حقًّا على الله أن لا يرفع شيئًا من الدنيا إلا وضعه". فليس هناك شيء في الدنيا يظل له الغلبة طول الوقت والزمن. وكما يقال:
(وما من يد إلا يد الله فوقها *** ولا غالب إلا سيبلى بأغلب).
وعن ميوله الرياضية قال المطلق: أنا دائمًا إذا سُئلت أقول أشجع الذي يفوز. كل الأندية عندي سواسية؛ كلها سعودية، وأنا أحبها.