أكدت استشاري طب نفسي وعلاج الإدمان الدكتورة فاطمة كعكي، أن الترهيب والتخويف والتهديد أساليب تربوية معتمدة لدى بعض الأسر في واقعنا الراهن، رغم ارتفاع الوعي بمخاطرها وتأثيراتها مؤخرًا.
وأضافت "كعكي" في حديثها لـ"سبق" أن بعض الآباء والأمهات يعمدون إلى أسلوب التخويف من باب عدم قدرتهم على إعطاء أطفالهم الوقت الكافي سواء لإطعامهم أو المذاكرة لهم أو حتى الاهتمام بأولوياتهم، باعتبار أن أسلوب التخويف يرتبط بانشغال الأهل وعدم وجود الوقت الكافي لإيلاء الاهتمام بالاحتياجات النفسية للطفل.
وعن المضار النفسية التي تلحق بالطفل بسبب المقالب، أكدت الدكتورة "كعكي" أن هناك مضار خطيرة في مقالب الأطفال منها التشويه النفسي؛ فقد يفقد الطفل ثقته بنفسه وبمن حوله باعتبارهم مصدر تخويف؛ مما يولد لديه انطوائية وعدوانية تجاه الآخر، فنراه لا يرغب بالمشاركة في أي نشاط أو على النقيض قد يشارك لكنه يتسم بطاقة عنف ويستخدم الأسلوب نفسه الذي يستخدمه معه والداه.
وأضافت: التشويه النفسي يؤدي لاحقًا في عمر الـ10 إلى 12 عامًا إلى تمرد كونه يعي أن هذه الأساليب غير حقيقية، ويبدأ سلوكه يتشوه ويشرع بتجربة أشياء ممنوعة كنوع من التمرد كالتدخين أو مشاهدة الأفلام الإباحية، ويكون أكثر ميلًا لارتكاب الخطأ؛ مشيرة إلى أن "الأهل يستسهلون أسلوب التربية بالتهديد كون بعضهم لا يرغب ببذل طاقة ومجهود إضافيين في التربية".
وأكدت "كعكي" أن المقالب مع الأطفال لها علاقة بالأمراض النفسية منها الآثار النفسية السلبية على الطفل من اضطرابات قلق، واضطرابات نوم، واضطرابات في الشهية، وكوابيس، وفقدان القدرة على اتخاذ القرارات، وضعف الثقة بالنفس، إلى مشكلات في النطق والتأتأة (اضطراب في طلاقة الكلام) نتيجة الترهيب من الأهل، والذي ينتج عنه أيضًا أزمة في العلاقات بين الأهل والأبناء وارتباط غير آمن بأشخاص آخرين.