
أكد عضو هيئة كبار العلماء سابقًا رئيس مجلس إدارة الجمعية الفقهية السعودية بكلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الشيخ الدكتور سعد الخثلان، أن المرأة ممنوعة من زيارة المقابر، مشيرًا إلى أنها "تشرع في حق الرجال، أما النساء فليس لهن زيارة القبور".
وفي التفاصيل، أوضح الشيخ "الخثلان" أنه لا يرى التردد على المقابر لأجل الدعاء لقريب من البر بهذا الميت؛ لكون ذلك يحتاج إلى دليل". ونبه إلى أن حديث "الميت إذا زاره أحد يعرفه ويرد عليه السلام" ضعيف، لا يصح عن النبي ﷺ.
جاء ذلك في رد "الخثلان" على متصلة في برنامج الجواب الكافي على قناة المجد أمس الأول؛ إذ سألته عن حكم ما تفعله امرأة وبناتها بالذهاب إلى باب المقبرة من أجل الدعاء لوالدهن، وقال: "الدعاء لوالدهن لا فرق أن يكون عند باب المقبرة أو في البيت أو في أي مكان. الدعاء هو دعاء للميت. والمرأة ممنوعة من زيارة القبور. وقد لعن النبي ﷺ زوّارات القبور. إنما يشرع ذلك في حق الرجال. قال رسول الله ﷺ (كنت نهيتكم عن زيارة القبور، ألا فزوروها؛ فإنها تذكِّر بالآخرة). أما النساء فليس لهن زيارة القبور".
وعلق الخثلان على فعل المرأة وبناتها بالذهاب للمقبرة من أجل الدعاء لوالدهن بأنهن يردن في ذلك الإحسان إلى الميت، مبينًا في هذا الشأن أن الإحسان إلى الميت إنما يكون بما وردت به السُّنة كما في قوله ﷺ: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له". فالذي ينفع الميت الصدقة الجارية "الوقف"، أو الصدقة العادية، والعلم الذي ينتفع به كتوزيع الكتب النافعة، ونحو ذلك، ودعاء الولد الصالح، وأيضًا ثواب الحج والعمرة يصل إلى الميت، وكذلك إكرام أصدقاء الميت.
وزاد: أما التردد على المقابر فهذا مشروع لأجل الاعتبار. وإذا ذهب الإنسان إلى المقبرة يدعو لأهلها، ولا بأس أن يخص قريبه بالدعاء، لكن لا يُعتقد أن هذا من البر بهذا الميت؛ لأن كونه برًّا به يحتاج إلى دليل. مشيرًا في هذا الصدد إلى أن حديث "الميت إذا زاره أحد يعرفه يرد عليه السلام" ضعيف، لا يصح عن النبي ﷺ.
ووجَّه الشيخ الخثلان نصيحة للأم وبناتها بألا يفعلن ذلك، وأن يقمن بالدعاء لوالدهن المتوفى في أي مكان، وأن يقمن بالإحسان إليه أولاً بالحرص على الدعاء له كل يوم، وبالصدقة، والاعتمار، والحج عنه.. فهذا من الإحسان إليه، ومن البر به.
يُذكر أن عضو مجلس الشورى الدكتور عيسى الغيث قد قال إن "زيارة النساء للمقابر" من المسائل محل الاجتهاد؛ إذ حرمها البعض لضعف النساء عن تحمُّل الزيارة، وأباحها آخرون عبر القرون الماضية. واستغرب الغيث الذي يحمل دكتوراه الفقه المقارن من كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر بالقاهرة في مقالته بجريدة الوطن المنع قائلاً: "من غير المعقول ولا العدل في الشريعة الغراء أن تُحرم الأم أو الزوجة أو الأخت أو البنت من زيارة قبر ولدها وزوجها وأخيها وأبيها". مطالبًا في هذا الصدد "البلديات بعدم منع النساء من دخول المقابر للزيارة".