جاءت الرؤية التصميمية "كورال بلوم" للجزيرة الرئيسة في مشروع البحر الأحمر، بفكرة مغايرة تمامًا، تراعي الكثير من الاعتبارات الفنية والشكلية، آخذة في الاعتبار المحافظة على البيئة والطبيعة الساحرة للمنطقة التي تحتضن المشروع على ضفاف البحر الأحمر.
ومنذ أعلن سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز عن الرؤية التصميمية لـ"كورال بلوم" والحديث مازال متواصلاً عن طبيعة المشروع وجمالياته الساحة، وأيضًا مستقبله في إنعاش القطاع السياحي، فضلاً عن قدرته في استقطاب المواطنين، بدلاً من السفر إلى الخارج للاصطياف، وإنفاق مليارات الدولارات خارج حدود الوطن. وجاء الصميم مستوحى من النباتات والحيوانات الأصلية في المملكة بجعل هذه الرؤية حقيقة ملموسة.
ملامح الإبهار
وما لفت الأنظار في التعليقات على التصميم الجديد، تأكيد الرئيس التنفيذي لشركة البحر الأحمر للتطوير جون باغانو أن التصميم سوق يبهر الزوار عند وصولهم لأول مرة إلى أرض المشروع؛ وقال "سيكون بانتظارهم تجربة رفاهية غامرة إلى أبعد الحدود".
وأكد نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أن فكرة التصميم جديدة وفريدة، وليس فيها تقليد أو محاكاة لتصاميم قديمة في أي دولة ما، في إشارة إلى أن المملكة أرادت في إطار رؤية 2030 أن يكون لها بصمتها الخاصة، وشخصيتها المستقلة، في إقامة مشروعات ليس فيها شبهة التقليد لأي تجربة دولية أخرى.
الاهتمام بتصميم "جزيرة شريرة" باعتباره بوابة رئيسة للمشروع، نال قسطًا وافرًا من التعليقات في مواقع التواصل، الذين اتفقوا على أن فكرة التصميم استثنائية في كل تفاصيلها، خصوصًا أنها ترسي معايير جديدة للهندسة المبتكرة والتصميم المستدام، ليس على مستوى المملكة، بل على مستوى العالم أيضًا، ولا يقتصر تحقيق ذلك على حماية البيئة فقط، وإنما يتعداه إلى تبني نهج متجدد في عمليات التطوير.
المشهد الطبيعي
ومن المقرر أن تضم الجزيرة 11 منتجعًا وفندقًا، يتولى تشغيلها عدد من أشهر علامات الضيافة العالمية. وستتم الاستفادة من المشهد الطبيعي لإضفاء تأثير دراماتيكي على هذه المنشآت، وخصوصًا أن جميع فنادق وفلل الجزيرة مكونة من طابق واحد مندمجة مع الكثبان الرملية؛ ما يضمن الحفاظ على روعة المناظر الطبيعية المحيطة دون أي عائق يحجب رؤيتها، كما يهيئ لدى الضيوف إحساسًا بالغموض بينما تتكشف أمامهم معالم الجزيرة شيئًا فشيئًا؛ إذ راعت تصاميم المنتجعات والفنادق كذلك متطلبات المسافرين.
وتتمحور الرؤية التصميمية لجزيرة شريرة حول اعتبارات التنوع البيولوجي؛ إذ ستتم المحافظة على أشجار المانغروف والموائل الأخرى؛ لتشكل خطوط دفاع طبيعية ضد عوامل الانجراف والتعرية، وسيتم إلى جانب ذلك تطوير موائل جديدة من خلال الحدائق المنسقة لتحسين الحالة الطبيعية للجزيرة.
مساحات أوسع
وتغطي الرؤية التصميمية أيضًا المنتجعات والفنادق الـ11 المقرر إنشاؤها في الجزيرة؛ شكلاً مميزًا، إذ تم تصميمها لتواكب تطلعات المسافرين بعد جائحة كورونا المستجد، بما في ذلك توفير مساحات أوسع، والاندماج أكثر في المشهد الطبيعي؛ لتتماهى هذه الفنادق مع الكثبان الرملية المحيطة؛ الأمر الذي يعزز سطوة الجمال الطبيعي للجزيرة.
ولاستكمال احتياجات جميع المصطافين، يتضمن التصميم كذلك إنشاء شواطئ جديدة على الجزيرة الشبيهة بالدولفين، إضافة إلى بحيرة جديدة أيضًا. وتسهم هذه التحسينات في رفع مستوى أرض الجزيرة؛ لتوفر بذلك حاجزًا للوقاية من خطر ارتفاع مستوى سطح البحر.