على مدار أكثر من 6 عقود، نجحت السعودية وماليزيا في تشكيل علاقات وطيدة وبناءة، قائمة على التعاون والتفاهم وزيادة التقارب، فمنذ نشأتها رسمياً في منتصف عام 1961م، اتسمت العلاقات الثنائية بالنمو المطرد، والارتقاء إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية في كل المجالات، ومن أجل تحقيق هذا الهدف، أنشأ البلدان مجلس التنسيق السعودي الماليزي في يوليو 2021.
ويهدف المجلس إلى توسيع مجالات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الرياض وكولالمبور في ظل القوة، التي يتمتع بها اقتصاد البلدين، فالاقتصاد السعودي أكبر اقتصاد في منطقة الشرق الأوسط، ومن أقوى 20 اقتصادًا في العالم، فيما الاقتصاد الماليزي رابع أكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا، ورقم 38 في العالم؛ مما يضاعف من فرص وخيارات التعاون بين الدولتين.
وفي ضوء مؤشرات التعاون، فإن الاقتصاد يُعد رافعة العلاقات بين البلدين، فقد بلغ حجم التبادل التجاري بينهما أكثر من 9 مليارات دولار في عام 2022، منها 6 مليارات دولار استيراد نفط من المملكة، وفقاً لما أدلى به سفير مملكة ماليزيا لدى المملكة داتوك وان زايدي وان عبدالله، في حوارٍ مع صحيفة "الجزيرة" السعودية، وكما توضح المؤشرات، فإن التعاون في مجال الطاقة يحظى بنصيب كبير في أولويات الرياض وكولالمبور.
ومن مشاريع الطاقة بين البلدين، مشروعان مشتركان في ولاية جوهور الماليزية، الأول في مجال تكرير النفط، والآخر في مجال تصنيع البتروكيميائيات، شراكة بين شركة أرامكو السعودية وشركة بتروناس الماليزية، بنسبة 50% لكلٍ منهما، وتُقدر قيمة المشروعين بـ 7 مليارات دولار، ومن المرجح أن تحظى العلاقات الثنائية بين المملكة وماليزيا بدفعة جديدة خلال الزيارة الرسمية الحالية لرئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم إلى المملكة، حيث استقبله ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في قصر اليمامة بالرياض، اليوم (السبت)، وعقدا جلسة مباحثات رسمية.