​بالصور.. الحرفيون و​المنتجات التراثية في سوق "عكاظ"

متعب البقمي- سبق- الطائف: أكد محكمو جائزة الحرفيين المشاركين في سوق عكاظ أن لجنة التحكيم التي شرعت في تحكيم أعمال 98 حرفياً وحرفية، تبحث عن المنتجات التراثية الأصيلة التي لها جذور تاريخية، مشيرين إلى أنه من الممكن أن يكون لها خط إنتاج لتشجيع الحرفيين على الاستثمار في الحرف اليدوية بالمملكة، ومبدين في الوقت ذاته سعادتهم باستخدام الكثيرين منهم للمواد الطبيعية السعودية وعدم استيرادها من الخارج. 

 

وقال مستشار رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار للحرف والصناعات اليدوية الدكتور علي العنبر: "لاحظنا أن الكثيرين من المشاركين من الحرفيين لديهم قابلية للإنتاج ولكن يحتاجون إلى الشخص الذي يرشدهم ويدربهم كي يسلكوا هذا النهج، وهذا ما نتمناه في الفترة المقبلة".

 

وأضاف: "من الأفضل أن نجعل لكل حرفي اختصاص؛ فالحرفيون في المملكة، بشكل عام، يحتاجون إلى تدريب عملي للوصول إلى مرحلة متميزة من ناحية الجودة".

 

وعن معايير لجنة التحكيم؛ قال "العنبر": "المعايير تشمل صلة المنتج بالجائزة، بيئة الخامات المستخدمة، مدى علاقة المنتج بالتراث، قدرة الحرفي على الإنتاج أمام الجمهور، مدى إمكانية أن يكون لإنتاجه خط إنتاج مستقل، مدى ابتكارية المنتج وهل يتم تجهيزه لأول مرة؛ إضافة إلى تحديد ما إذا كانت ألوانه مستمدة من الطبيعة، وإمكانية توفير المنتج في الأسواق ليتاح الحصول عليه بشكل أكبر".

 

من جهته، قال عضو اللجنة الدكتور نزيه معروف رئيس برنامج تطوير الحرف اليدوية بمركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية "إرسيكا": "أغلب الحرفين أعمالهم جميلة ولكنها تفتقد إلى اللمسة الأخيرة التي يحتاج فيها الحرفي أو الحرفية إلى تدريب وتطوير، ولكن بشكل عام نلاحظ تنوعاً في الحرف".

 

وأضاف: "ما يميز البعض أنه لديه قدرة على توظيف المواد الأولية وعدم استيرادها من الخارج، ففي سوق عكاظ لاحظنا أن هناك تنوعا رائعا وهذا أمر أسعدنا كثيراً".

 

وأردف: "أتوقع أن يتمكّن البعض من الحرفيين والحرفيات السعوديين من المشاركة في مشاركات ومحافل دولية، شريطة الحصول على مزيد من الدعم في مجال التدريب".

 

بدوره؛ قال الدكتور فواز أبونيان عضو هيئة التدريس بقسم التربية الفنية بكلية التربية بجامعة الملك سعود: "اللجنة تطرح على الحرفيين كثيراً من الأسئلة؛ لأن من ضوابط التقييم التعرف على تقنية العمل ودور الحرفي الاجتماعي في تدريب آخرين، وذلك بهدف التأكد من أن المتسابق هو من قام بهذا العمل وليس أخر، واللجنة تحرص على المحافظة على القيمة التراثية لكل المعروضات".

 

وأضاف: "هناك برنامج يستخدم للتقييم من خلال الأجهزة اللوحية، بهدف استخلاص النتائج بشكل أسرع وأدق وهذا ما نعمل على تحقيقه من خلال فترة التقييم".

 

وأردف: "النتائج ستعلن بعد انتهاء التقييم، وفي حالة تساوي بعض الحرفيين في التقييم النهائي فسنقوم بإعادة التقييم بين المتساوين بالنتائج للفصل بينهم".

 

أما الدكتورة هدى الرويس رئيس قسم التربية الفنية بالرياض فقد قالت: "اللجنة تتولى التحكيم عن طريق الجهاز اللوحي عبر برنامج جديد للتحكيم يسمى "بارع " يتضمن جميع معايير التحكيم".

 

وأضافت: "من أهم المعايير أن يكون العمل معاصر وقابل للاستهلاك في مجال وظيفي أو الاستفادة منه بالمنزل، فهناك منافسة قوية بين الرجال والنساء والحرفية الشابة التي تعلمت الحرفة والحرفية صاحبة الخبرة التي ورثت الحرفة، وقد لاحظنا أن الحضور النسائي للحرفيات في السوق أكبر من الرجال".

 

وقالت الدكتورة فتحية الباروني عضو لجنة تحكيم جائزة مسقط الدولية للابتكار في الحرف اليدوية لعام 2011م: "في أول يوم من أيام التقييم شعرنا أن التراث السعودي غني ولاحظنا الاهتمام بالماضي، كما أن الحضور النسائي واضح بالسوق".

 

وأضافت: "هناك سياسة واضحة في المملكة تتمثل في تشجيع الأسرة على النشاط والإنتاج، لذلك نجد الأم وابنتها وحفيدتها يعملن في الحرفة".

 

وأردفت: "عدد المعروضات التي ستخضع للتحكيم بلغ 98 معروضاً مختلفاً، والجهة المنظمة فتحت المجال أمام كل الحرفيين السعوديين؛ فمن أراد المشاركة عليه أن يرسل صورة لمنتجه عبر الإنترنت ثم يخضع للتحكيم المبدئي".

 

من ناحيته؛ رأى الدكتور أسعد عرابي عضو لجنة تحكيم جائزة مسقط للابتكار في الحرف اليدوية لعام 2011م على الحرف المعروضة من المتسابقين للتنافس على الجائزة تعتبر في غالبيتها جيدة.

 

وقال: "اللجنة تحرص على التقييم وفق الأسلوب الأمثل لكل المعروضات، ولقد وجدنا الكثير من الجماليات والابتكارات بين المعروضات وهذا أمر جيد".

 

ويسعى البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية "بارع"، إلى رفع عدد الحرفيين في السعودية إلى جانب زيادة درجة جودة أعمالهم لتعزيز فرصهم في تكوين مشاريعهم الخاصة، وذلك في ظل الطلب المتنامي على الحرف اليدوية محلياً وعالمياً.

 

وينظم "بارع" دورات تدريبية للجنسين بشكل مستمر تتعلق بحوالي 44 حرفة، وذلك في جميع مناطق السعودية.

 

​تجدر الإشارة إلى أن "سبق" الراعي الرسمي لسوق عكاظ.​