ما لا يعرفه معظم محبي القهوة أن ست محافظات بمنطقة جازان تحتضن أكثر من 77 ألف شجرة بن، وزاد عدد المزارعين الذين يحترفون زراعة البن إلى 724 مزارعاً في كل المحافظات الجبلية، فيما بلغت كميات إنتاجها العام الماضي نحو 227 طناً، ويتوقع أن يبلغ إنتاجها مع محصول العام الحالي 500 طن، وأن شركة أرامكو السعودية ستبدأ في إنشاء مصنع لإنتاج البن وتسويقه، ضمن مبادرة أرامكو بمحافظة الداير بني مالك.
وتتميز محافظة الداير بني مالك شرق منطقة جازان بارتفاع جبالها واعتدال أجوائها وهطول الأمطار الغزيرة في فصل الصيف، حتى أطلق عليها زوارها درة الجنوب.
وبرزت محافظة الداير خلال السنوات القليلة الماضية بعد إطلاق مهرجان لها تحت مسمى مهرجان البن؛ وذلك لتميز المحافظة بزراعة أجود أنواع البن الخولاني.
وعن زراعة البن في جبال جازان، بدأ البن في اقتحام السوق العالمية انطلاقاً من مهرجان الجنادرية عام 1431هـ؛ لتبدأ بعده قصة العودة إلى أسواق البن بعدما تضاءلت هذه التجارة في مرتفعات الداير بني مالك وفيفاء والريث بالمراكز التابعة لها على ارتفاع 1700 -2150م فوق سطح البحر الأحمر؛ لكون هذه المواقع تعتبر بيئة خصبة ومناسبة لزراعة مثل هذا البن المطلوب عالميّاً.
وما يميّز البن في جبال الداير بني مالك أن زراعته متأصلة منذ القِدَم وتوارثها الأهالي أباً عن جد حتى استكمل الجيل الحالي هذه المهنة، وباستخدام أحدث التقنيات في زراعته، سواء في عمليات الري والاستزراع أو من خلال الدورات التي يتلقاها المزارعون من هيئة تطوير وتعمير المناطق الجبلية.
وعلى مستوى المهرجان المحلي الذي تقيمه محافظة الداير بني مالك للبن المحلي، وصلت إيرادات المهرجان من البن فقط في أحد المواسم السابقة إلى نحو 6 ملايين ريال، وهو الرقم الذي يؤكد أهمية أسواق البن الذي يعد من السلع الأكثر تداولاً عالميّاً.