أكد أمين عام المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر "أركو" الدكتور صالح بن حمد التويجري أن السلام ليس مهماً فقط لفض النزاعات والحروب والصراعات المسلحة بالوسائل السلمية؛ بل يعد ركيزة أساسية للتنمية التي لا تزدهر في ظل أوضاع مضطربة؛ موضحاً أن السلام هو الهدف الأسمى الذي يسعى الإنسان إلى تحقيقه؛ لذا كان من الطبيعي أن تهتم المنظمات والهيئات المعنية بمضاعفة الجهود لتكريس بنائه وتحقيقه على أرض الواقع.
جاء ذلك خلال مشاركة منظمة "أركو" دول العالم الاحتفال باليوم الدولي للسلام؛ والذي جاء تحت عنوان "إنهاء العنصرية وبناء السلام" والذي يستهدف تعزيز وترسيخ القيم والمثل العليا للسلام على مستوى الحكومات والشعوب؛ ووقف الأعمال العدائية؛ وفض النزاعات؛ ونشر ثقافة اللاعنف؛ ونشر التوعية بالسلام والأمان.
وأوضح أمين "أركو" أن الاحتفال باليوم الدولي للسلام يأتي في الوقت المناسب لبث روح الأمل لتنعم شعوب العالم أجمع بمستقبل مشرق يتحقق بوضع حد لأي صراعات مسلحة.
وقال: في هذه التظاهرة نحتاج لوضع رؤية استشرافية مشتركة لدفع السلام قُدماً إلى الأمام؛ وتعزيز الاستجابة لنداء الضمير العالمي بإرساء سلامٍ عادل لاستتباب الأمن والاستقرار في ربوع العالم ولتنعم شعوب الأرض قاطبةً بالخير والنماء؛ كما نحتاج إلى تعزيز التسامح ونبذ العنف وخطاب الكراهية والتعصب الديني والثقافي؛ ونشر التوعية بأهمية تعزيز الحوار مع الآخر والانفتاح والتعاطف وإظهار الحب تجاه جميع البشر؛ ودعم المبادرات التي تشجع على نشر السلام.
وشدد على أن الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر تتبع منهجاً وقائياً في منع وقوع النزاعات المسلحة من خلال الإنذار بحدث أو أزمة وشيكة أو محتملة الحدوث؛ والتأهب للعمل وإجراء التدريبات؛ ونشر مبادئ القانون الدولي الإنساني وتفعيل تطبيقه والحيلولة دون تعرضه لأي انتهاكات؛ وتقليل مخاطر النزاعات؛ وتعزيز رؤية عالمية للحماية؛ وتفعيل جميع الأعمال المعززة لأمن المجتمعات وحمايتها من مخاطر وتداعيات العنف المسلح؛ وتحسين أمن المجتمعات وتمكينها من إدارة خلافاتها ونزاعاتها دون اللجوء إلى العنف؛ والعمل بشكلٍ جماعي من أجل بناء سلام مستدام وشامل؛ ومعالجة أسباب النزاعات لكي لا تندلع من جديد. مضيفاً أن الاضطرابات الأمنية والنزاعات المسلحة التي تعاني منها بعض بلدان العالم أثرت على حياة مواطني تلك البلدان وحرمانهم من أبسط الحقوق الإنسانية؛ كما أن آثار تلك النزاعات طالت شعوباً أخرى مؤثرة على أمنها الغذائي والصحي؛ وكما جاء في الأثر "الأمن في الأوطان والصحة في الأبدان" مما يحتّم مضاعفة الجهود لإحلال السلام حفاظاً على حقوق الشعوب.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أعلنت اليوم الدولي للسلام في عام 1981 لوضع حد للعنف من خلال التعليم والتوعية الجماهيرية والتعاون على التوصل إلى وقف إطلاق النار في العالم كله.