أكد رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، أن تعظيم مكانة الكعبة المشرفة وصيانتها؛ يجسد اهتمام خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- بالحرمين الشريفين؛ لما يحملانه من مكانة عظيمة وثقل في قلوب المسلمين.
وقال إن تعظيم مكانة البيت المنيف ورد في نصوص كثيرة في كتاب الله -تعالى- وسنة نبيه ﷺ، قال سبحانه: ﴿وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إلى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ﴾ [البقرة: 125]، وقال: ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ ﴾ [آل عمران: 96]، وقال: ﴿جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلَائِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [المائدة: 97]، وقال المصطفى ﷺ: «لَا تَزَالُ هَذِهِ الْأُمَّةُ بِخَيْرٍ، مَا عَظَّمُوا هَذِهِ الْحُرْمَةَ حَقَّ تَعْظِيمِهَا» [أخرجه ابن ماجه].
وبيَّن: أن تعظيم وإجلال الكعبة المشرفة؛ يأتي لمكانتها الدينية والوجدانية، وتعلق المسلمين بها روحياً وإيمانياً؛ إذ هي متوجَّه صلاتهم ومحل نسكهم؛ فلا غرو في تعظيمها وتبجيلها، ورعايتها حق الرعاية.
وأعرب عن شكره للأمير خالد الفيصل، مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة، ولنائبه الأمير بدر بن سلطان بن عبدالعزيز؛ على ما يقومان به من جهود جبَّارة، ومتابعة حثيثة؛ لكل ما يعمر المسجد الحرام حسّاً ومعنى، ويثري قاصديه من الطائفين والقائمين والركع السجود.
واستذكر رئيس الشؤون الدينية، تدشين مبادرة الإكرام في تعظيم البيت الحرام"؛ النوعية الأكبر من نوعها؛ والتي جاءت في مسار تعظيم البيت الحرام، وترسيخه في نفوس القاصدين والزائرين، والمسلمين أجمعين، وتحقيقاً لتطلعات القيادة الرشيدة -أيدها الله- في خدمة الحرمين الشريفين، وقاصديهما، وإثراء تجربتهم دينياً.
وثمَّن جهود مكتب إدارة المشاريع بوزارة المالية على متابعة تقدم سير الأعمال التعظيمية للكعبة المشرفة، بمشاركة نخبة من الكوادر العاملة بمشروع خادم الحرمين الشريفين لتوسعة المسجد الحرام، والاهتمام بأدق التفاصيل، واستخدام أحدث التقنيات؛ وفق أفضل المواصفات والمعايير العالمية؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادة المسددة -حفظها الله-.
وأضاف أن رئاسة الشؤون الدينية، ووفقاً لإستراتيجياتها المستقبلية؛ أعدت خطة دينية نوعية؛ لتعظيم البيت الحرام، وتعزيز قدسيته في قلوب المسلمين، ورعاية أحكامه وآدابه؛ عبر مسارات إثرائية دينية متعددة؛ تتضمن إقامة اللقاءات والندوات، وعقد الحوارات والمسابقات؛ الدينية والثقافية والفكرية.
وتعد رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، تعظيم الكعبة المنيفة؛ من مرتكزات إستراتيجياتها الدينية الوسطية؛ تجسيداً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- في العناية الدائمة ببيت الله الحرام، وتعظيمه وتعزيز مكانته المقدسة.