دفعت قيود الحجر المنزلي كثيراً من مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي، إلى البحث عن متنفس يشعرون معه بالتسلية والأنس، فاختار كثير منهم أن يستمتعوا بمشاهدة أرشيف الصور والبحث بين المقتنيات والهدايا القديمة ومشاركتها مع الأصدقاء في مختلف منصات التواصل الاجتماعي.
فبرز كثير من الصور القديمة خلال الفترة الحالية في تصرف وصفه الأستاذ المشارك في علم النفس الإكلينيكي الدكتور أحمد عمرو؛ بأنه نوع من الحنين إلى الماضي؛ حيث يبحث البعض عن نافذة للحياة حتى ولو كانت تطل على الماضي، لكي يعيشوا من جديد مواقف وأحداثاً قد مضت، لعلها تبث في روحهم السعادة والحنين.
وحول سبب انتشار هذا السلوك خلال هذه الفترة، وفي ظل ظروف الحجر المنزلي، قال "عمرو"؛ لـ"سبق": "تعد الوحدة والعزلة الاجتماعية أحد الأسباب المحفزة لشعور الفرد بالحنين للماضي، لافتقاد الواقع الحالي قيمته ومعناه، فتساعد هذه الذكريات حينها على طمأنة الفرد من خلال إيجاد معنى وهدف للحياة، وأضاف: "الحنين إلى الماضي يعد إستراتيجية بناءة لمواجهة الضغوط والكرب النفسي".
وعن فوائده على الجانب الاجتماعي، قال: "للحنين دور في استحضار أحداث مهمة (كالتخرج، والذكرى السنوية لحفلات الزفاف) أو أشخاص بارزين من الماضي (كالأقارب، والأصدقاء، والأحباب)، وكل تلك الأمور تعد من الخبرات المليئة بالمنبهات الاجتماعية السارة، فبمجرد التفكير فيها يكون العقل في حالة انشغال دائم، وبالتالي يعيد الشخص روابط رمزية لشخصيات وأحداث من الماضي تنبض بالحياة وتصبح جزءاً من حاضره، أما سلبياته فستكون في (الفقد، والندم، والرغبة في العودة إلى الماضي عند البعض).