"إذا دخلت العقارب ترى الخير قارب".. ما سبب تسميته بـ"السعودات"؟

"إذا دخلت العقارب ترى الخير قارب".. ما سبب تسميته بـ"السعودات"؟

يقول المثل الشعبي: "إذا دخلت العقارب ترى الخير قارب"؛ فقد امتاز موسم العقارب باعتدال الجو؛ فدخول موسمه إشارةٌ إلى قرب انتهاء فصل الشتاء ببرده وجفافه، وشح المرعى فيه، وقرب حلول فصل الربيع بدفئه، ومع ذلك لا يخلو من هجمات البرد والصقيع المفاجئة، ويسمى بالسعودات.. وفي ذلك قصة يرويها القدامى.

ما قصة التسمية؟

وتقول القصة القديمة: إن "سعد" كان في طريقه للسفر؛ فنصحه والده أن يتزود بالفراء، لكي يحصل على الدفء اللازم لرحلته؛ ولكن "سعد" أبى أن يفعل ذلك ظنًّا منه أن الجو لن يتقلب ويخذله؛ ولكن ما إن تقدّم صاحب القصة في طريقه إلى منتصفه؛ إذا بالسماء قد اكفهرت وتلبدت بالغيوم، وهبّت رياح الصقيع الهادرة، وهطل المطر والثلج بغزارة؛ فلم يجد "سعد" من بد إلا ذبح ناقته، حتى يحتمي بأحشائها، وكانت كل ما يملك؛ فسميت هذه الفترة بـ(سعد الذابح).

ثم دب الجوع في أمعائه بعد أن دب البرد في أوصاله؛ فلم يجد سوى ما احتمى به من البرد ليسد رمقه، فاضطر إلى أكلها حتى يقتل جوعه، فسميت (سعد بلع). وما إن انقشعت الغيوم، وانتهت العاصفة الهادرة، وأشرقت الشمس حتى خرج "سعد" فرحًا بعد أن كُتبت له النجاة، فسميت بـ(سعد السعود).

وقت دخول الموسم

وبحسب إنفوجرافيك نشرته دارة الملك عبدالعزيز عبر حسابها الرسمي على "تويتر"، يبدأ الموسم من 10 فبراير إلى 20 مارس بحسب تقويم أم القرى، ويصل إلى 39 يومًا تنقسم إلى 3 سعودات.

الفترة الأولى تبلغ 13 يومًا، وتسمى (سعد الذابح)، وفيه تبيض جوارح الطيور، ويورق الخوخ والمشمش والتوت، وينضر عود الطين، ويكثر العشب والكمأة، ويجري الماء في عود سائر الأشجار؛ لذلك ينهى عن قطعها. ويقال عنها في الأمثال الشعبية: "إذ طلع سعد الذابح، حمى أهله النابح، ونفع أهله الرايح، وتصبح السارح، وظهرت في الحي الأنافح".

أما الفترة الثانية فتسمى (سعد بلع)، وتستمر لمدة 13 يومًا أخرى، ويقال عنها: "إذا طلع سعد بلع، اقتحم الربع، ولحق أهله الهبع، وصيد المرع، وصار في الأرض لمع".

وتستمر الثالثة لمدة 13 يومًا أيضًا، ويطلق عليها (سعد السعود)، وفيها ينكسر البرد، ويكثر العشب، وتفرح الطيور وتصوت، ويزهر الورد، ويورق الشجر، وتكثر الكمأة. ويقال عنها: "إذا طلع سعد السعود لانت الجلود، وذاب كل جمود، واخضر كل عود، وانتشر كل مصرود، وكره في الشمس القعود".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org