استطاع تكتل كبار منتجي النفط "أوبك+"، وعلى رأسه السعودية وروسيا، إدارة هذه السلعة بقدرة عالية وحكمة ومراعاة السوق العالمي وتلبية طلب المستوردين دون أي أثر.
ورغم أن السوق يمر ببعض الظروف الاقتصادية؛ فقد قادت المملكة جهوداً كبيرة للتوصل إلى اتفاق أوبك بلس التاريخي؛ من أجل دعم استقرار أسواق البترول والحرص على تماسك هذه الاتفاقية التي تتبنى أسلوب إعادة الإنتاج بشكل يتماشى مع تعافي الطلب العالمي على البترول بما يخدم المنتجين والمستهلكين.
وأسهمت هذه السياسة المتوازنة بين العرض والطلب في استقرار أسواق البترول وتوافر الإمدادات مقارنة بالغاز الطبيعي والفحم والتي تعاني تذبذباً كبيراً ونقصاً في الإمدادات والاستثمارات مما تسبّب في تفاقم أزمة الطاقة الأوروبية الحالية.
وعندما عصفت "كورونا" بسوق النفط 2020م؛ أدى ذلك إلى حدوث خلافات بين دول أعضاء أوبك من جهة والدول المنتجة من خارجها حول كمية الإنتاج والإستراتيجية المناسبة لمواجهة تداعيات جائحة كورونا مما نتج عنه فشل تمديد اتفاق (أوبك+) وأعقب ذلك انهيار أسعار الطاقة العالمية في أواخر شهر مارس 2020.
وقاد أعضاء "أوبك" بقيادة المملكة وروسيا الاتحادية، وبتدخل من الرئيس الأمريكي السابق ترامب؛ الأزمة بنجاح لفترة قياسية بإعادة حلف (أوبك+) وبشروط محدودة، مما انعكس إيجابياً على أسعار الطاقة العالمية.
وتعززت وتيرة الاتصالات الثنائية بين المملكة وروسيا ليس على مستوى وزراء النفط، وهي الأكثر نشاطاً، بل على مستوى القيادة في البلدين، حيث بارك الطرفان الاتفاق الجديد وأكدا أهمية التعاون المشترك في هذا الخصوص.
وقال المحلل السياسي يحيى التليدي: "أثبتت السعودية أنها محور الحل في شؤون النفط والطاقة بشكل عام، لا بسبب ثقلها السياسي والنفطي فحسب، بل في حكمة قيادتها وإدارتها المسؤولة لشؤون الطاقة، وبما يحقق مصلحة المنتجين والمستهلكين".
وأضاف: تحرص السعودية دائماً على أهمية التعاون المشترك بين الدول المنتجة للنفط للمحافظة على استقرار أسواق الطاقة، وتنظيم وترتيب جسور الحوار والتعاون بين الأطراف التي لها علاقة بإنتاج النفط كافة بما فيها منظمة أوبك".
وأردف: جاء ذلك من أجل دعم نمو الاقتصاد العالمي، ولم تتخذ المملكة على مدى عقود أي موقف على الصعيد النفطي، يمكن أن يؤدي إلى اضطراب السوق النفطية، أو تذبذب أسعار النفط بصورة خطيرة، فالسياسات النفطية للسعودية راسخة ومتزنة".
وتابع: هذه السياسات تستند إلى التعاون الدولي، ومصلحة الاقتصاد العالمي، وألقت أزمة كورونا خلال عام 2020، بظلالها على أسواق النفط وتضرر كافة الدول المنتجة والمستهلكة، ولكن السعودية ولأنها قوة اقتصادية وبإمكانها تغيير خارطة السوق النفطية، فقد نجحت في تخطي الأزمة بالتعاون مع الشريك الروسي، وهو ما يحسب لها كدولة لها ثقلها النفطي وخبرتها الطويلة".
واختتم بالقول: "أوبك+ بقيادة الرياض وموسكو أعادت رسم مسارات السوق بمسؤولية وموثوقية وقراراتها في الأشهر الأخيرة تؤكد انسجاماً تاماً وتفاهماً بين أعضائها، كما يؤمن كافة أعضائها بأن السياسات النفطية يجب أن تحظى بالالتزام التام لضمان أهدافها واستدامتها، ويجب أن تنأى بنفسها عن التجاذبات السياسية".