أفاد رئيس الجمعية الفلكية بجدة، المهندس ماجد أبوزاهرة، بأن الرباعيات أولى زخات الشهب الرئيسة لعام 2021، تصل ذروة تساقطها بسماء الوطن العربي من منتصف ليل الأحد الثالث من يناير، وذلك بعد ارتفاع نقطة إشعاعها بعد منتصف الليل وخلال الساعات قبل شروق شمس الإثنين الرابع من يناير، من خلال ظاهرة مُشاهدة بالعين المجردة دون الحاجة إلى استخدام أجهزة رصد خاصة.
وقال "أبوزاهرة": تنتج الرباعيات نحو 120 شهاباً بالساعة، ومع ذلك، يُحسب هذا المعدل الأقصى بافتراض أن تكون سماء مظلمة تماماً، وأن تكون نقطة إشعاعها في أعلى السماء، لذلك من الناحية العملية، فإن أي رصد حقيقي قد لا يفي بالظروف المثالية، وبالتالي فإن عدد الشهب يُحتمل أن يكون أقل من ذلك بكثير، خاصة أن القمر سيكون في مرحلة التربيع الأخير بالتزامن مع ذروة الرباعيات، ما سيتسبّب في طمس معظم الشهب الخافتة.
وأضاف: بشكل عام؛ هناك فرصة لرؤية ما قد يصل إلى 45 شهاباً بالساعة بعد منتصف الليل أو أقل من موقع مظلم بعيداً عن أضواء المدن، ويتوقع أن تكون في أفضل أحوالها قبل الفجر بوقت قصير، عندما تكون نقطة إشعاعها في أعلى ارتفاع لها في السماء.
وأردف "أبوزاهرة": نقطة إشعاع أو انطلاق شهب الرباعيات تقع بالقرب مع كوكبة الدب الأكبر والنجم الساطع السماك الرماح في الطرف الشمالي من كوكبة العواء بالأفق الشمالي، ولكن لا يحتاج الراصد إلى تحديد نقطة إشعاع الشهب، لأنها تظهر من أي مكان في السماء.
وتابع: تنشأ زخات الشهب السنوية عندما تمر الكرة الأرضية في أثناء دورانها حول الشمس خلال تجمعات كثيفة من الغبار والحصى المتناثرة على طول مدارات المذنبات والكويكبات، حيث تصطدم بأعلى الغلاف الجوي للأرض وتحترق على ارتفاع يراوح بين 70 و100 كيلومتر، وتظهر لنا كشريط من الضوء، وهذا يؤدي إلى حدوث زخات شهابية تتكرر على أساس سنوي.
وقال "أبوزاهرة": الشهب المرتبطة بأي زخات معينة تشع من نقطة مشتركة في السماء، لذلك يمكن تمييز زخات عن غيرها بسهولة؛ لأن مساراتها تبدو وكأنها تشع أو تنبعث من نقطة مشتركة في السماء، وذلك لأن جزيئات الحصى في أي تجمع معين تتحرّك في الاتجاه ذاته تقريباً عندما تعبر مدار الأرض، نظراً لوجود مدارات متشابهة جداً مع الجسم الأصلي الذي أتت منه، وعليه فإنها تضرب الأرض من الاتجاه نفسه تقريباً وبالسرعة نفسها.
وأضاف: مصدر شهب الرباعيات غامض، ففي عام 2003 حُدد بأن مصدرها الرئيس هو الكويكب 2003 EH1، وإذا كان كذلك، فإن الرباعيات مثل شهب التوأميات، تأتي من جسم صخري - وليس مذنباً جليدياً، يعتقد أن 2003 EH1 هو نفسه المذنب C / 1490 Y1، الذي رُصد منذ 500 عام، لذلك فإن القصة الدقيقة وراء مصدر الرباعيات تظل غامضة إلى حد ما.