عقدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في مدينة دبي اليوم الحلقة النقاشية البحثية السابعة التي تستضيف دورتها الحالية دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك في إطار الاجتماعات الدورية للأمانة.
ورأس وفد المملكة للاجتماع مدير إدارة العمليات الإعلامية والمسؤول عن ملف الجامعة العربية بوزارة الإعلام تركي بن مرزوق العمري الذي أكد خلال مداخلته على أهمية إعداد محتوى إعلامي يتناسب مع بيئة المتلقي، واستخدام الوسيلة الإعلامية الملاءمة لتحقيق الأهداف المرجوة من الرسالة الإعلامية للتصدي لظاهرة الارهاب.
وجرى خلال الحلقة النقاشية تقديم أربع أوراق عمل، استعرضت الورقة الأولى التي جاءت بعنوان "دور القوة الناعمة في مكافحة الإرهاب" إدارة مكافحة الجريمة المنظمة، ودور القوة الناعمة في مكافحة الإرهاب، والتصدي للفكر الهدام، والأدوات التي يمكن توظيفها في تحقيق القوة الناعمة، والقدرة على التأثير في سلوك الآخرين للحصول على النتائج المرغوبة.
وقُدّم عرض لبعض الإجراءات المهم اتخاذها لمجابهة القوة الناعمة السلبية، ومكافحة الإرهاب، والتصدي لخطاب الكراهية، منها: توظيف القوة الناعمة الإيجابية لمجابهة القوة الناعمة السلبية، والتصدي للجهات الداعمة للمنظمات الإرهابية، وكشف مخططاتها وأهدافها الخبيثة، وتعزيز التعاون الدولي لمحاربة الإرهاب، وتشكيل التحالفات للقضاء عليه، ووضع الخطط لعزل الجماعات الإرهابية، وحجب فرص التمويل عنها، بل تجفيف منابعه، وسَن وتطوير القوانين والتشريعات اللازمة لذلك، وأهمية إنشاء برامج لمحو الأمية، وإصلاح النظام التعليمي في مختلف أنحاء المنطقة.
وتناولت الورقة التي تحمل عنوان "الإعلام وتنامي تنظيم داعش في العراق" اعتماد التنظيمات الإرهابية، منها "داعش" خصوصًا، في توسعها على الإعلام من خلال تجنيدها جيشًا إعلاميًّا في الاختصاصات كافة لشن حرب إعلامية ونفسية ذات أسلوب رقمي وإلكتروني، مستخدمة كل الأساليب والوسائل المشروعة وغير المشروعة لإضعاف الروح المعنوية للخصم، وتجنيد المزيد من الشباب للانضمام إليه، وتسخير الآلة الإعلامية لبناء استراتيجية إعلامية، تمكَّن من خلالها "داعش" من السيطرة على أراضٍ واسعة.
وناقشت ورقة "أثر التوعية الإعلامية والمناهج التربوية في مواجهة فكر الإرهاب" أهمية الإعلام والمناهج التربوية باعتبارها من أهم العناصر في استراتيجية مواجهة الإرهاب التي تشكل الوعي واتجاهات الرأي العام، ولا تقل بأي حال من الأحوال عن العنصر الأمني؛ كونهما بداية الطريق في الخطة الشاملة لمكافحة الإرهاب، والعديد من الأسس التي يجب على الإعلام الأخذ بها في مواجهة الإرهاب، منها وضع سياسات إعلامية، تلتزم بها مؤسسات الإعلام العربية،
والتحلي بالموضوعية في المعالجات الإعلامية، واحترام الأديان، وتفعيل مواثيق الشرف الإعلامية ونظم المحاسبة.
وتحدثت الورقة الأخيرة "مقاربات إعلامية لمواجهة أشكال الفعل والإعلام الإرهابي في الوطن العربي" عن استناد الإرهاب إلى كل فعل يُحدث الخوف والفزع، ويزرع الذعر والرعب والهلع، من خلال استخدم العنف لتحقيق غايات سياسية أو أيديولوجية، وأن الإرهاب يوظِّف جميع الأدوات الممكنة من أجل تحقيق أهدافه، وبالأخص ما يتعلق منها بالدعاية والترويج للفكر الإرهابي، والدعوة للانخراط في تنفيذ الفعل الإرهابي. متطرقة إلى جوانب الضعف التي تستغلها العقيدة الإرهابية، وعدم قدرة الإعلام العربي على ملء الفراغ، وتطوير وسائل حديثة للتصدي لخطاب الكراهية.
كما تناولت الورقة الخيارات المطروحة أمام الإعلام العربي في مواجهة أشكال الإرهابي.