
تتعمّق علاقة ألفة بين ضيوف الرحمن من المصلين والمعتمرين، وطيور وحمام مكة المكرمة، والتي بمجرد أن ترى قاصدي العاصمة المقدسة تتناغم بصوتها معهم، في ظلّ أجواء مفعمة بروح المودة والمحبة الأزلية.
وتُحلّق هذه الطيور في شوارع وطرقات مكة لتُشكل منظرًا بديعًا، وهي تتهادى بين أيدي وأكتاف القاصدين.
ويتّصف الحمام البري باللون الأزرق والذيل الأسود الأكثر انتشارًا حول العالم، وهو موجود بشكل كثيف في مكة المكرمة؛ نظرًا لتحريم صيده شرعًا في حمى مكة المكرمة؛ حيث قال صلى الله عليه وسلم: "إن هذا البلد حرمه الله، لا يعضد شوكه، ولا ينفر صيده، ولا يلتقط لقطته إلا من عرفها". كما تتزايد أعداده بشكل مطرد عامًا بعد عام في أجواء مكة المكرمة وأحيائها وشوارعها، خاصة المنطقة المحيطة بالمسجد الحرام؛ حيث يضع أعشاشه على أرفف المنازل والأبراج، ويطلق عليه أسماء مختلفة؛ منها حمام بيت الله الحرام، و"الحمام المكي"، و"حمام رب البيت"، و"حمام الحمى".
ويتميّز الحمام بجمال شكله وبلون شديد الزرقة من رأسه لرقبته وطرف جناحيه، وذيله الأسود، والرقبة الطويلة، والعيون المرسومة، والألوان المميزة التي تحيط برقبته؛ حيث هذه الأوصاف تختلف عن باقي أنواع الحمام الأخرى، ولا تكاد تختلف حمامة عن أختها على الإطلاق، سواء في الحجم أو الشكل أو اللون.
وظهرت أسراب الحمام عند المسجد الحرام والشوارع المحيطة بالحرم وأحياء العاصمة المقدسة؛ حيث يحرص قاصدو المسجد الحرام من المعتمرين والحجاج على شراء الحبوب والبذور المعبَّأة في أكياس من المحلات؛ ليتم نثرها على الأرصفة؛ كي يلتقطها الحمام ويتغذَّى بها، كما يقوم العديد من مرتادي المسجد الحرام بالتقاط الصور التذكارية مع أسراب الحمام المنتشر.
يشار إلى أن أمانة العاصمة المقدسة تقوم بتنظيف الأماكن التي يوجد بها الحمام بشكل دوري ومستمر؛ للمحافظة على الإصحاح البيئي.