مغامرة.. "سبق" تتقمص دور سائح أنيق وتكشف جنون أسعار سائقي جدة

رحلة بدايتها "تفضل" بعدها مفاجأة وصدمة وعيون حمراء اختُتِمت باستنزاف
مغامرة.. "سبق" تتقمص دور سائح أنيق وتكشف جنون أسعار سائقي جدة
تم النشر في
سلطان السلمي،( تصوير: مشعل الزهراني)- سبق- جدة: يقع عدد كبير من السياح بمدينة جدة، ضحية استغلال أصحاب مركبات الأجرة من العمالة الوافدة، عبر رفعهم الأسعار بنِسَب جنونية؛ مستغلين جهل السائح بالمنطقة؛ مما قد يخلق صورة غير حضارية عن المملكة لدى السياح خصوصاً، ويهدد سياحة المنطقة بسبب جشعهم وسط غياب تنظيم المركبات.  
 
ولرصد هذه الظاهرة، قامت "سبق" -عبر محررها- بتقمص دور سائح عربي؛ لتكشف كواليس ما يدور في تلك المركبات من استغلال جنوني في الأسعار، وتهديد لسياحة المنطقة من تعامل سيئ مع السياح، من خلال جولة في شوارع عروس البحر الأحمر.  
 
سائح عربي؟
في بداية الأمر تقمّص محرر "سبق" دور سائح عربي لكشف استغلال وتحايل أصحاب مركبات الأجرة على السياح بجدة؛ من خلال ارتداء بدلة من نوع فاخر وحقيبة مُلفتة، ثم وقف بجانب أحد الطرق العامة بشرق المحافظة بحي السليمانية، ولم تمضِ ثوانٍ حتى وقفت إحدى مركبات الأجرة بجانبه، يقودها سائق من جنسية آسيوية مبتسماً، طالباً توصيله إلى أحد المجمعات التجارية بشمال جدة.  
 
من لبنان!
وتحرك محرر "سبق" مع السائق باتجاه المجمع، وتبادلا الحديث؛ حيث بادر السائق بسؤال عن موطن السائح (المتقمص) فأجابه محرر "سبق": "أنا من لبنان"، حينها ازداد السائق فرحاً وبدأ يسأل عن عمل السائح العربي المزعوم، وكم سوف يقضي في جدة، وهل سيذهب إلى مكة لأداء العمرة؟ وظل الحديث متواصلاً لا ينقطع حتى نهاية الطريق.
 
صدمة الـ 80
وفور الوصول إلى المجمع التجاري عبر رحلة استغرقت نصف ساعة، سأل السائح المفترض عن قدر أجرة المشوار؛ فكانت الصدمة حين طلب السائق 80 ريالاً؛ فبادر محرر "سبق": لماذا؟ فكانت الإجابة: "هذا السعر الطبيعي، لم أرفع السعر عليك!".
 
رقم جوالك
وقبل نزول محرر "سبق" من المركبة، طلب السائق منه رقم جواله للتواصل في حال حاجته للذهاب إلى أي مشوار آخر خلال فترة إجازته في جدة أو رغبته في الذهاب إلى مكة أو المدينة؛ مشيراً إلى أنه سيكون له أسعار خاصة في المشاوير القادمة!
 
تفضل ومفاجأة
وعند خروج "السائح الافتراضي" من بوابة المجمع التجاري، وَجَدَ عدداً كبيراً من السائقين الواقفين مقبلين، وقد انطلقت أفواههم بكلمة واحدة: "تفضل.. تفضل"، ركب السائح مع أحد الوافدين من جنسية عربية، وطلب منه إيصاله إلى الكورنيش الجنوبي، وفي منتصف الطريق يعود السيناريو مرة أخرى "من أين أنت؟ وماذا تعمل؟" وسلسلة لا تتوقف من التطفل، وكانت مفاجأة ثانية؛ حيث طلب السائق قيمة الرحلة 100 ريال؛ في حين أن السعر الحقيقي للمشوار لا يتجاوز 50 ريالاً في وقت الزحام الشديد أو أوقات الذروة بجدة؛ فبادره محرر "سبق" متعجباً بقوله: "المبلغ كبير جداً، ولا أعتقد أن هنالك موقعاً بالمحافظة يصل سعرة إلى ذلك".
 
جن جنونه!
وفي أثناء المفاصلة على المبلغ، قال السائق للسائح الافتراضي": "أنت يا عمي مبسوط، لا تكن شديداً على المائة ريال"؛ فقال محرر "سبق": ماذا تعني بهذا؟ فأجاب: "أنت سائح، وقَدِمت لقضاء وقت ممتع، ويجب عليك ألا تفاصل في السعر"؛ حينها طلب محرر "سبق" من السائق التخفيض في السعر أو عدم إكمال المشوار، وأخذ مركبة أجرة أخرى؛ وقتها جُن جنون السائق، وبدأ بقول كلام غير لائق أدبياً مع سائح وضيف على المدينة؛ فقرر السائح النزول، وبالفعل توقف وطلب 40 ريالاً.
 
عيون محمرة
ويقول السائح: "بعد مرور ساعات طويلة وأنا بين مركبات الأجرة، صعدت مع سائق يُدعى "عمر" من الجالية الإفريقية، وطلبت منه إرجاعي إلى نقطة بدايتي بحي السليمانية (شرق جدة)؛ فوجدت عينيه حمراوين والتعب يغلب عليه؛ فسألته: هل أنت مريض؟ فقال: "لا أبداً، فقط أعمل منذ 22 ساعة بلا توقف أو ملل".  
 
موسم وتأجير
وتابع السائق "عمر" قائلاً: "إننا في موسم إجازة، ونحن نضاعف الشغل في الشوارع، ونواصل يوماً كاملاً مع السياح القادمين من مختلف مناطق المملكة وخارجها من عائلات وشباب"، وأضاف: "هناك أصدقاء يقومون بتأجير مركبات أجرة من الشركات فقط في المواسم".
 
دخل خيالي
وأوضح: "الدخل اليومي يختلف من سائق إلى آخر؛ فهناك من يقومون برفع الأسعار على السياح بشكل خيالي، وهذا يعتبر غشاً ولا يجوز بسبب جهلهم بالأسعار"؛ مشيراً إلى أن دخله اليومي خلال اليومين الماضيين وصل في اليوم الواحد إلى 800 ريال.
 
مخيّر ومسيّر!
وأوضح أحد ملّاك شركات مركبات الأجرة بجدة "محمد العتيبي"، أن المواسم تُعَدّ حصيلة أشهر، وأن اختلاف الأسعار من سائق إلى آخر لسنا مسؤولين عنه؛ فكل زبون مخيّر وليس مسيّراً، وبيّن: "هناك عدد من السائقين يقوم باستغلال السياح؛ وذلك أمر لا نرضى عنه وليس من أخلاقيات المسلمين".
 
بغير حق!
وأوضح مالك شركة تأجير مركبات أجرة فهد الجهني لـ"سبق" قائلاً: "بكل شفافية، السائقون يريدون جمع أكبر مبلغ من الإجازات؛ حتى إن كان بغير حق؛ فهم عمالة قدمت إلى المملكة لكسب المال".
 
احذر!
وبيّن "الجهني" بقوله: "أنا شخصياً أقوم بتحذير السائقين العاملين لديّ من استغلال أي سائح؛ لا سيما أن السياح هم ضيوف، ويجب التعامل معهم بكل أمانة ولطف".
 
 
 
 
 
 
 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org